آخر الأخبار

جاري التحميل ...

مقامات وأحوال الصوفية: الذوق

الذوق التي يتحدث عنه القوم، هي نتاج معاناة داخلية، يكابدها السالك في تقربه، وليست ضربا من التخرص، بل هي حقائق يتذوقها العبد بعد طهارة قلبية، يقول القاشاني: " واعلم أن الأذواق التي يشير إليها القوم هي علوم لا تُنال إلا لمن كان خالي القلب من جميع العلائق والعوائق كلها ".
وسئل الإمام الجنيد: من أين استفدت هذا العلم؟ فقال:"من جلوسي بين يدي الله تعالى ثلاثين سنة تحت تلك الدرجة، وأومأ إلى درجة في داره ".
فنخلص إلى أن المعاني الصوفية، ليست من قبيل التعلم، كما هو شأن باقي المعارف الأخرى، وإنما هي مواهب وإشارات يتذوقها السالك أثناء تدرجه في مقامات القرب، تكون له استئناسا لمواصلة السير، ودعامة للمزيد من الاشتغال والتقرب من المولى عز وجل.

في القرآن الكريم

وردت هذه اللفظة في القرآن الكريم (63) مرة على اختلاف مشتقاتها ، منها قوله تعالى : " وَمِنْ آياتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ وَلِيُذيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ "..

في السنة المطهرة 

في الصحيح عنه - صلى الله عليه وسلم -" ذاق طعم الإيمان : من رضي بالله ربا ، وبالإسلام دينا . وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - رسولا" فأخبر : أن للإيمان طعما ، وأن القلب يذوقه كما يذوق الفم طعم الطعام والشراب . 
وهذا الذوق هو الذي استدل به هرقل على صحة النبوة، حيث قال لأبي سفيان : فهل يرتد أحد منهم سخطة لدينه ؟ فقال : لا. قال: وكذلك الإيمان ، إذا خالطت حلاوته بشاشة القلوب .

في الاصطلاح الصوفي

الشيخ السراج الطوسي 
يقول : " الذوق : هو تلقي الأرواح للأسرار الطاهرة من الكرامات وخوارق العادات".. 

الشيخ الأكبر ابن عربي 
الذوق : هو التجلي الإلهي الحاصل للمؤمن الذي أكمل شرائط الإيمان ، وهو بدء جعل السكينة في قلبه .. 
ويقول : " الذوق عند القوم : هو أول مبادئ التجلي ، وهو حال يفجأ العبد في قلبه ، فإن أقام نفسين فصاعدا كان شربا ".. 

الشيخ كمال الدين القاشاني 
يقول : " الذوق : هو أول درجات شهود الحق بالحق في أثناء البوارق المتوالية عند أدنى لبث من التجلي البرقي ، فإذا زاد وبلغ أوسط مقام الشهود سمي شرباً ، فإذا بلغ النهاية سمي رياً ، وذلك بحسب صفاء السر عن لحظ الغير "..

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية