آخر الأخبار

جاري التحميل ...

العارف بالله هو خليفة رب العالمين

العارف مظهر اللطائف فمن حيث البعد هو نقطة من طين و من حيث القرب هو خليفة رب العالمين فإذا سألته وقت الحضور يقول أنا الذاكر و المذكور و أنا البيت المعمور و أنا البحر المسجور و غير ذلك مما تضيق به السطور . كان الإمام الشبلي يقول :( ليس معي موجود وتارة يقول ذلي أعظم من ذل اليهود) فالقول الأول من استغراقه في الشهود و فنائه في ذات المعبود و القول الثاني من حيث رجوعه للقيود و نضره للحدود فيصبح الغوث مرآة للحق فينضر إليها كل الخلق ليستمدوا منها جذوة القرب و لذلك أظهرهم الله تعالى في البشرية حتى يصلهم بهم إليه ( و الأصل مني روحاني *** كنت قبل العبودية) كنت روحا يوم خاطب الله الأرواح ( ألست بربكم قالوا بلى ) و كانت الروحانية سارية فيه متغلبة على الأعراض النفسانية فدام تروحنه حتى أن عبوديته صارت تابعة للروحانيات . 

أونقول قبل أن يظهر لعالم الشهادة كان الحق قد نفخ فيه من روحه فسرت فيه الروحانية إلى أن دخل في مقام التعبد بعد التحقق فصار عبدا حقا (ثم عدت لأوطاني كما كنت في حرية ) بعد معرفته لله تعالى رجع لوطنه الروح التي هي وطنه الأولى يعني تحقق بسرالقبضة النورية فصار نور محض فأول ما يجب على العبد معرفة كيفية سيره و سلوكه إلى الله لأنه لذلك خلق فيعلم أولا السلوك إليه ثم كيفية الوصول و الوقوف بين يديه ثم كيفية الجلوس في بساط مشاهدته و ما يقوله لك ثم كيفية الرجوع من عنده إلى حضرة أفعاله به و إليه و الفناء فيه و هذا هو مقام العودة و الدنيا سجن المؤمن فمتى رجع إلى الحق صار حرا ( لا تحسب أنك تراني ** بأوصاف البشرية ) ( فمن خلفها معاني**لوازم لروحانية) القطب الوارث هو نائب الحق في خلقه و لذلك تظهر صفاته عليه فان لم تفهم هذا فسوف تحجبك صفات البشرية عنه قال تعالى : (ما لهذا الرسول يأكل الطعام و يمشي في الأسواق) لأن من كان للحق لم يعرف و إذا لم يعرف لم يدري القادم عليه على ما يقدم لأنه محفوظ الذات و من هناك يقع الإنكار و بعض التصرفات عليهم كالاهانة و التنكير و غير ذلك ولولا رحمة الله المتجلية فيهم لصعق من يفعل ذلك معهم في الحين و إنما هم غائبون في عين الذات و كلما يقع عليهم فمن الحق صدر بل منهم قال تعالى:( إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ ) و قال تعالى : ( ألم ترى إلى ربك كيف مد الظل ) فما مد الظل للاستظلال و إنما مده لتعرف أن الله معك فأنت الظل و سيقبضك إليه و هذه معاني لوازم الروحانية ظلك على صورتك ( و خلق الله آدم على صورته) فأنت ظل الحق و كيف يكون ظلك أعلم منك فأنت تنازع الحق في تحريكك و ظلك لا ينازعك بل أينما تتحرك يتابعك فأفهم ( سنريهم آياتنا في الآفاق و في أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق).

شرح قصيدة – يا من تريد تدري فني –

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية