آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شهادة في حق الزاوية القادرية البودشيشية


شهادة  في حق الزاوية القادرية البودشيشية

دعاني السيد محمود الحسيني لزيارة الزاوية البودشيشية ولحضور الملتقى العالمي الذي يقام بمناسبة المولد النبوي الشريف لعام 1435 من الهجرة، فلبيت دعوته، وذهبت هناك حيث رأيت العجب الذي يثلج الصدر وينشرح، والأعجب أن الإخوة المريدين على قلب رجل واحد على اختلاف أجناسهم ولغاتهم، فهذا أمريكي، وهذا ماليزي، وهذا تركي، وذاك بلجيكي، وهذا فرنسي، منهم الدكتور ، والمهندس، والمستشار، وال...ضابط في الجيش، وغيرهم من جميع أقطار الأرض جاؤوا إلى مكان واحد وهي الزاوية البودشيشية، جالست بعضهم وناقشت بعضهم، فأراهم جميعًا على قلب رجل واحد، لم تختلف أقوالهم، ولم تختلف خواطر أفكارهم، وهذا شيء عجيب ملفت للنظر لذوي الألباب، والفضل اللباب.
هذه الزاوية المباركة لم أرى مثلها في عموم الزوايا، من حيث الأجواء الإيمانية، والنفوس الصافية، وفيها من جميع الأجناس، واللغات، والألوان، ولم أشعر بأنني غريب بينهم، وكأنني أعرفهم من مدّة طويلة، مع أنني أول مرة أزور فيها الزاوية البودشيشية، وأول مرة أتعرف عليهم وألقاهم، ولا أبالغ أنني أجد راحةً نفسيةً وبدنيةً وذهنيةً، كما أشعر عند حضوري للمسجد الحرام ومشاهدة الكعبة المشرفة هناك مباشرة، وليس عبر التلفاز، وكذلك عند جلوسي في الروضة الشريفة أو عند المواجهة الشريفة، زيارة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، أحسست نفس هذا الشعور بالضبط عند زيارتي للزاوية البودشيشية، بل والجلوس في الحوش مع أهل الله والمريدين، فإن دل هذا على شيء فإنه يدل على النفوس والله تعالى يقول { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} سورة الرعد.
كلمني سيدي الناغوشي محمد – وهو أحد المريدين في الزاوية ما يربو عن ستين سنة ومايزال بها - حول ما رأيتُ وقال لي بما معناه، إن السيد الشريف حمزة البودشيشي لم يؤلف كتابا، ولم يحقق كتبا، ولم يُعرف عنه ذلك، إلا أنه كان ممسكا بكتاب الله تعالى وبيده السبحة، يذكر الله تعالى ليلا ونهارًا، فانظر كيف اجتمعت الألوف المألفة من البشر من جميع الأجناس إليه، مشتاقين له ...!! لأنه نشر المحبة، والدعوة الصادقة، وعمل بالسنة، وأخلص النية لله عز وجل، فكان ما رأيت ... وهذا شيء يسير جدًا.
ففي اليوم الثالث والأخير للملتقى العالمي الثامن تكلم شيخنا الفاضل السيد جمال الدين القادري البودشيشي في أمور شتى ومنا في المباديء الدعوة التي قامت وماتزال تقوم بها الزاوية القادرية البودشيشية وهي:
نشر المحبة بين الناس وعدم البغض إلا من نفسك الأمارة بالسوء، فلا تكره يهوديًا ولا نصرانيًا، ولكن اكره نفسك التي بين جنبيك.


قلت: إنها عبارة صحيحة!! فكم منا أخذه العجب بنفسه، والكبر، وهذا من مرض القلوب، بل وأخذ بعضنا يحقد على البعض، بسبب التفرق المذهبي، فإن كان لا أكره اليهوديا والنصرانيا، فكيف بي وأنا أكره مسلماً موحدا مهما اختلفت معه في المنهج، وكلهم يشهدون أن لا إله إلا الله، وأن سيدنا محمدًا رسول الله.
ولذلك كان نقاش سيدي الناغوشي محمد معي شرحا لي لكلمات السيد جمال الدين القادري البودشيشي، قمت أتذكر كلامه وكلام السيد الشريف كأنه شرحٌ له، ولعلي أفصّل فيه بإطناب إن شاء الله تعالى.
وقال السيد بما معناه أن تحلى ثم تخلى، أي ذق حلاوة الطريقة والدعوة وبعدها تتخلى من الأوضار والأمراض القلبية، من الحسد، والغش، والخداع، والغل، وغير ذلك ... ولعلني بهذه الزيارة أخذت أتذوق الحلاوة والحلوى ..!!
وقد أكرمني الله تعالى أن صافحت السيد جمال القادري البودشيشي وهذا بمشورة وإرشاد سيدي ماهر التاج لي، ففعلت كما قال، فقلت للسيد متثبتا إن كانت هذه المصافحة إجازة للطريقة، فقال السيد جمال: نعم هي إجازة للطريقة مني لك. فقلت: قبلت. وبعدها أشهر رجل إسلامه وقام بمصافحة السيد ففرحت به أكثر من فرحي لهذه الإجازة فأخذه المريدون بالأحضان فرحين بإسلامه ...!!
فبهذه المصافحة أصبحت أحد أبناء هذه الطريقة، فأمسيت قادريا جيلانيا بودشيشيا، فالفضل يرجع لله وحده لا شريك له، ثم للسيد محمود الحسيني ودعوته لي في الحضور، حيث استحيت أن أرده ... وإن شاء الله تعالى أكتب رواية أدبية كالعادة أذكر فيها رحلتي والإخوة الذين قابلتهم وما جرى لي خلال هذه الرحلة بإذن الله سبحانه.

وختاما:
أقول: اللهم صلِّ على سيدنا محمد صلاةً تملأ بها خزائن السماوات والأرض نورا، وتجعلها لنا وللمؤمنين والمؤمنات فرحًا وسرورًا، وعلى آله وصحبه وسلم.

كتبه
بدر الوراد القادري البودشيشي
غفر الله تعالى له ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين
مساء الأربعاء ليلة الخميس 20 من ربيع الأول 1435 هجرية
22 من يناير 2014 

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية