آخر الأخبار

جاري التحميل ...

  1. Dawamoha bidawami sirri rassouli alhaki sidna Mohammed salla allaho alayhi wa aala allahi alkiram

    ردحذف

هل يستمر إشعاع الطريقة البودشيشية بعد وفاة الشيخ حمزة؟


حظيت وفاة الشيخ حمزة القادري البودشيشي باهتمام كبير، يفرض طرح تساؤلات حول الحظوة التي كان يتمتع بها الشيخ ومستقبل الطريقة القادرية البودشيشية، ومكانة التصوف بالمغرب. تساؤلات نقلناها إلى منتصر حمادة، الباحث بمركز المغرب الأقصى للدراسات والأبحاث بالرباط، وصاحب كتاب "نحن والتصوف: الطريقة القادرية البودشيشية نموذجاً"، فكان هذا الحوار.
لماذا حظيت وفاة الشيخ حمزة القادري البودشيشي بكل هذا الاهتمام بالمغرب؟
منتصر حمادة: لا يجب أن ننسى أننا نتحدث عن الرجل الذي يعتبر شيخ أهم وأبرز طريقة صوفية في شمال إفريقيا، إلى درجة أن مواسم الاحتفال المولد النبوي مثلاً، تعرف حضور عشرات الآلاف من أتباع الطريقة، من داخل وخارج المغرب، من أمريكا وأوروبا وآسيا وإفريقيا. وهذه حالة دينية فريدة ليس فقط في المغرب، ولكن في المنطقة ككل.
كما أن الأمر يتعلق بأحد أهم الطرق الصوفية الوطنية، والتي تدين بالولاء الكلي للوطن، ولا تراهن على ازدواجية الولاء، بين الداخل والخارج، كما هو الحال مع أغلب الإسلاميين، وإضافة إلى ذلك، نتحدث عن طريقة صوفية وازنة، تدافع عن المؤسسة الملكية، وعن إمارة المؤمنين، وهذا أمر مختلف مع أغلب الإسلاميين، الذين يعادي بعضهم المؤسسة، أو يمارس عليها التقية.

هل إشعاع الزاوية مرتبط بشخص الراحل الشيخ حمزة أم أن الزاوية لها ثقل يتجاوز كاريزما الشيخ؟
منتصر حمادة: لا يمكن اختزال الزاوية في الشيخ، لأنها ذات امتداد تاريخي، أقدم من زمن الشيخ وعائلته، ولو أنه في عهد الشيخ حمزة، عرفت الزاوية ازدهاراً لم تعرفه من قبل، أقله تحولها من المحلية إلى العالمية، وارتفاع عدد الأتباع، داخل وخارج المغرب، والاتجاه نحو ما يُشبه المأسسة وتوزيع المهام والمسؤوليات وما على ذلك.
وبالتالي، مؤكد أن الزاوية حظيت بشهرة كبيرة بسبب سمعة الشيخ، وعلاقاته وتأثيره التربوي والروحي على الأتباع، ولكن مؤكد أيضاً، أن هذا التأثير الذي أصاب الأتباع، انتقل منهم نحو محطيهم، داخل وخارج المغرب، سواء المحيط القريب، من قبيل العائلة، أو المحيط المجاور، من قبل المجتمع.

كيف تمكنت الزاوية القادرية البودشيشية من تجاوز حدود المغرب والتوفر على أتباع في الخارج؟
منتصر حمادة :هذا التحول أو الانتقال نحو الخارج لم يأت بين عشية وضحاها، وبخلاف ما جرى مع التحول السلفي الوهابي، الذي يحظى بتمويل الدولة السعودية مثلاً، وغيرها من الدول الخليجية، فالفرق مختلف مع الانتشار الكبير الذي طال التصوف المغربي.
انتشار الزاوية في الخارج، مرتبط بداية بقاعدة انتشار التصوف المغربي في الخارج، ولا ننسى أن العديد من كبار المتصوفة في مصر مثلاً، من قبيل أبو الحسن الشاذلي، أو أحمد البدوي أو عبد الرزاق الجزولي، هم متصوفة مغاربة، استقروا في مصر.
انتشار وتأثير الزاوية البودشيشية في الخارج، مرده عمل أخلاقي وروحي مستمر وممتد منذ عقود (décennies)، بعيداً عن إثارة الانتباه، وراهن على أخلاق المعاملة، وليس أخلاق التحريم والتكفير والدعوة التقليدية السائدة لدى الجماعات والحركات الإسلامية (السلفية الوهابية والإخوانية)، والتي تنهل من مرجعية دينية شبه طائفية.
الصوفيون متصالحون مع ثقافات وهويات الشعوب، بخلاف الجماعات الإسلامية التي تفصل الإسلام عن الثقافة، وتسعى إلى تنميط الدين والتديّن [religiosité]، ومن هنا التأثير الإيجابي والقبول الإيجابي الذي حظيت بها الطريقة القادرية البودشيشية في الداخل والخارج.

ما المكانة التي يحتلها التصوف في المغرب؟ ما تأثير الإرث الأندلسي عليه؟
منتصر حمادة: التصوف ركن أصيل وتاريخي ومفصلي في الإسلام، هنا بالمغرب الأقصى، بل يُعتبر من أهم المُميزات الدينية للمغاربة، وليس صدفة أنه يتعرض للنقض والشيطنة من طرف أغلب الإسلاميين، لأنه يُمثل أحد أهم الأبواب التي تقف سدا ضد هذه المشاريع الدينية الطائفية، سواء تعلق الأمر بالسلفيين أو الإخوان.
بخصوص المُحدد الأندلسي، فلا ننس أن العديد من الصوفيين الأندلسيين، [على غرار الفلاسفة والعلماء] استقروا في المغرب، لأن الحقبة الإسلامية آنذاك، كانت تجعل من المغرب والأندلس مملكة واحدة، وكان تنقل الصوفية بين سبية وفاس وغرناطة وإشبيلية، مثل التنقل بين أحياء المدينة الواحدة، وبالتالي، الروافد الأندلسية للتصوف المغربي ثابتة ومتجذرة في التاريخ.
http://www.medias24.com

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية