آخر الأخبار

جاري التحميل ...

أولياء الله في كهف ايوائه.

إنما من غيرة الله تعالى على أوليائه أخفاهم عمن لا يعرفهم و لم يوصول إليهم إلا لمن أراد أن يوصله إليه .
سأل بعض تلاميذ الأمام سهل أبن عبد الله: كيف نعرف أولياء الله ؟ – قال أن الله تعالى لا يعرفهم ألا لأشكالهم أو من أراد أن ينفعه بهم و لو أظهرهم حتى يعرفهم الناس لكانوا حجة عليه فمن خالفهم بعد علمه بهم كفر و لكن الله تعالى جعل تغطية أمورهم رحمة منه بخلقه و رأفة .
واعلم أن أولياء الله مختفين و لبس الله أمرهم على الناس، فالغافل الذي ينظر بعين الرأس يحجبه ما كسا الله به وليه برؤية أوصاف البشرية، أما ذوي البصائر المنورة فهم يتعقبون الأنوار القدسية فيرونه بالحق فيتنعمون برؤية الحق، لأنهم لا يغفلون عن رؤية الحق في المظاهر، و كان من وصف رسول الله صلى الله عليه و سلم لسيدنا أويس القرني رضي الله تعالى عنه: ( أنه مجهول في الأرض معروف في السماء) و مما يحجب قلب الفقير عن شيخه فلا يرى خصوصيته و لو رآه بعيني رأسه رِؤية أهل الغفلة و مخالطة أرباب البطالة و محبة غيره و مجالسة القاسية قلوبهم فبهذا لا يتجلى له فيه الحق فتحديد بصر الإيمان لكشف الغطاء عن القلب قال تعالى: ( فكشفنا عنك غطائك فبصرك اليوم حديد) يعني محدد يمده الله تعالى بنور منه لينظر النظرة الصافية فيصل إلى عين اليقين و يعثر على مسكن شيخه في مقعد صدق عند مليك مقتدر و يتحول الإيمان إلى الإيقان و الإيقان إلى عيان و مما جعل الكثير من الأتباع يبحثون عن الطين واشتغلوا بالصدف عن اللؤلؤ المكنون، فضلوا بذلك عن الجادة، و الفرق كبير بين ولد الطين و ولد الدين، فولد الطين يرث المال و ولد الدين يرث العلم، و رؤية القلوب على قدر صفائها و نورها، فبالبصيرة ترى الحق في الدنيا و بالبصر تراه في الآخرة فرؤية البصر أعلى .

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية