أحمد لسان الحق
الحقيقة القلبية الصوفية
ودورها في إصلاح الفرد والمجتمع
وحل مشاكل الانسانية بروح التسامح
و المسالمة في السلوك الصوفي
التأطير الشرعي : القرآن والحديث واقوال الصحابة.
التأطير الخلقي : سلوك الرسول وخلفائه واصحابه.
التأطير العلمي للأئمة : ابن تيمية.الشاطبي.النووي.الغزالي.
الشعراني.السيوطي.الجنيد.ابن خلدون.ابن
القيم.ابن حجر.
ابن عربي.ابن عابدين.ابن عبد السلام.ابن
عجيبة.المحاسبي،اليوسي ، ابو نعيم..
التأطير التربوي : أ سلوب الطريقة البودشيشية بتسيير الحاج
حمزة نمودجا.
** ** **
الحقيقة القلبية الصوفية ودورها في إصلاح الفرد والمجتمع
وحل مشاكل الانسانية بروح التسامح والمسالمة في السلك الصوفي.
المؤلف من قدماء علماء القرويين ، ودار الحديث الحسنية ، يحمل شهادة العالمية "الدكتوراه في العلوم الشرعية" وشهادة الديبلوم ماجيستير" في الدراسات العليا الاقتصادية "، ودكتوراة الدولة في الدراسات الاقتصادية والاجتماعية الاسلامية ، ويعمل في الجامعة أستاذ مادة الاقتصاد السياسي،إلى جانب اختصاصه ء كباحث مؤلف في الاقتصاد الاسلامي.
وأما في الميدان الروحي ، الذي أراد الله بفضله وكرمه أن نتوًج به ، ما كتبناه في الشريعة والسير والأنظمة و الاقتصاد و الاجتماع...فإنً الظروف لتفرض إشارة عملية روحية ، تُبعد فكرة التًطفُّل على الموضوع الروحيّ، من عالم شرعي اقتصادي واجتماعي. وإن كنا ـــ سلفا ـــ لا ندًعي ولا نملك ولا نعتدّ في الموضوع الروحي ، إلا بما يمدّنا به علام الغيوب... وإني لأرجو أن أنال من حسن ظنّ والديّ بربّهما ، إضافة الى ما نال روحانيتي من صوفية جدّي وعطْفه.فالوالدان بفطرتهما الطّاهرة أحسن مني نية ، وأكثر صدقا وإخلاصا ، وأقوى تعلقا بالله وبكتابه. فرغم توسّط حالتهما المالية قد أقاما لي صغيرا ثلاثة أعراس ـــ كأعراس الزواج ـــ في ثلاث ختمات قرآنية ، محبة لله ولكتابه. وإن من صلاح الوالدة ـــ أسكنها الله فسيح جنته ـــ أن أخبرتني أنها وضعت يدها على باب المسجد باكية ، وقدمتني ـــ وأنا في بطنهاـــ هدية لله وللعلم ، وماتت وأنا غريب في طلبه.
وإني ما قرأت قوله تعالى :( رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيم) إلا تذكرت ايمانها،رب تقبل بفضلك هبة أمتك ، واغفر ما علمت ولم يعلمه أحد سواك إنك غفور رحيم.
ومن حسن السابقة أن قيض الله في الصغر شيخي الأول ، العالم الصوفي الولي الصالح سيدي عبد الرحمان بن البشير الفاسي ،الذي على يديه حفظت القلرآن بمسقط رأسي ، ودرست اللغة والفقه ، قبل الهجرة في طلب العلم.
وقد جمع لنا – رحمه الله ونحن ما زلنا في الكتّاب ـــ بين التعلُّم والتربية الروحيّة ، فأعطانا من الأذكار ـــ علاوة على القرآن ـــ ما نستعين به ، ويجمعنا ليلة الجمعة مع الذاكرين في مجلس الذكر ، وكان ذلك حوالي ـــ1944 م ـــ فأحسست بنسمات الحياة المعنوية تهبّ على باطني ، وتسري في شعوري و وجداني ، وبمتعة روحيّة أعيشها أثناء الذكر وتلاوة القرآن ، وعن غير قصد كان باطني يهتزُّ في مجلس الذكر والقراءة الجماعيّة والأمداح النبوية... لكن بعد أن فارقته مغتربا في طلب العلم ، خاصة بعد موته ، والإختلاط بالطلبة بدل الذاكرين ، شعرت أنّ معاني الحياة المعنويّة ، وحال اهتزاز الشعور والوجدان، والمتعة الروحيّة أثنا الذكر وتلاوة القرآن أخد معينها ينبض في باطني ،رغم العبادة والذكر ، فأدركت أن الحكمة في اتصال الأرواح ،التي تمدُّ القويّة المُلهمَة منها الضعيفة ، ولم أعد الى الحالة التي عرفتها أيام صحبتي إيَّاه ، الاّ بعد صحبة الشيخ المربّي الحاج العباس البودشيشيّ ، سنة – 1966 – ثم بعد وفاته صحبة ولده الشيخ المربّي الحاج حمزة سنة – 1972 – واليوم ء17 – 1 – 1999 م،وقد استمرت المحاولة الروحية – ولا تزال – أكثر من خمسين سنة.و الهدف الأسمى الذي لا يعلم مداه الا الله – وإن استفدنا روحا وعلما من صحبة أولي الفضل ـــ لّما يتحقق ، والرحيل سفراً إلى ما لا رجعة بعده قد اقترب، والموعظة الحسنة نجدها فيما يأتي من قول الامام علي بن أبي طالب : "آه آه من قلة الزّاد وبعد السفر ووحشة الطريق " وقول الصحابي أبي ذر الغِفاري :" إنَّ سفر طريق القيامة أبعدُ ما تريدون فخدوا إليه ما يصلحكم ".
اللهمَّ ليس لنا ما نأخد الاّ رحمتك وفضلك وكرمك ، فعليك توكّلنا وإليك أَنبنا وإليك المصير ،اللهم ارحم ضعفنا وتجاوز عنّا ، وتقبَّل أعمالنا واغفر ما أَنت أعلم به مِنّا إنك غفور رحيم.