آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب : الحقيقة القلبية الصوفية / أحمد لسان الحق(3).


ملحق 

المعركة بين جيش شعبي مغربي،ونظامي فرنسي في ثلاثة طوابر. 

الصورة الآتية الطبيعية تشخص موقع انهزام جيش الشيخ الصوفي البطل المجاهد سيدي المختار بوتشيش سنة -1907م-أمام الجيش الفرنسي، والقبض عليه تحت القيادة العامة للجنرال اليوطي ، الذي صار بعد الحماية سنة -1912م-المقيم العام لفرنسا بالمغرب.
وكيفية القبض سينطق به تعليق ضباط الجيش الفرنسي ، والتقاط الصورة من عمل النقيب "بول أزان"والصورة -على عكس توجيه المعلق-ليس فيها ما يدل على أن سيدي المختار يحاول الهروب ،أو ينتظر مقابلة الجنرال ليوطي.وانما تدل على أنه نزل من جواده، وبقي مكان انهزام جيشه،ولم يستسلم حتى القي عليه القبض من طرف العقيد "فلينو".
وهذا الموقف هو المتفق مع ما تقدم من أنه-حتى في السجن-لم يتنازل حتى جائته رسالة من الملك السلطان مولاي عبد العزيز ،وكباحث سألت عنها ابنه المرحوم الشيخ العباس ،فأخبرني أن الباشا قرأها عليه ،ولم يسلمها اياه ،ولو سلمها اياه لكانت من الوثائق الدالة على طاعة الشخصيات المغربية لملوكهم ،وهو ما استمر حتى اليوم.
والملاحظ أن الحدود الجزائرية التي دخل منها الجيش الفرنسي ،قبل عقد الحماية ،وقام الشيخ بمحاربته هي نفسها التي دخل منها بعد عقدها ،ولم يعارض ،لأن دخوله في المرة الأولى كان يقصد احتلال المغرب بالقوة ،وفي الثانية كان باتفاق مع الدولة ،فكان تعبيرا عمليا عن احترام قانون الدولة واتفاقياتها .ومن صدقه أنه -بعد أن أدى واجبه الوطني -لم يتمتع بأي اعتبار ،وأبناؤه لم ينالوا أي منصب أو امتياز:أحدهم قام بعده بمهمة التربية الروحية والعلمية ،وآخر فلاح ،وآخر مهاجر الى الخارج ،وآخر قاضي وصل الى القضاء بعلمه ، وكما حققه البحث قد استمر أبنائه و أحفاده على سياسته في الاخلاص لأولي الأمر ،ابتداء بطاعته للسلطان مولاي عبد العزيز ، وانتهاء بطاعة أحفاده لجلالة الملك الحسن الثاني ،ومقاصد الصوفية مقاصد شريفة.


القبض على الشيخ الصوفي الولي سيدي المختار بوتشيش في شعاب أغبال ،حيث نزل عن جواده ،ينتظر الجنرال اليوطي...

ترجمة التعليق الفرنسي

في 31 دجنبر (1907)، قبض طابور "فلينو" أثناء احدى عملياته بشعاب بني يزناسن عل الولي سيدي المختار بوتشيش، أحد خصومنا الأكثر تعصبا،والزعيم الحقيقي للمقاومة ضد الاستعمار الفرنسي،الأمرالذي سيكون له أثر كبير في استتباب الأمن بالمنطقة. 

انطلق جيش العقيد "فلينو"صباحا من تاغجيرت وانقسم الى ثلاثة طوابير من المشاة:مر طابور الميمنة بواد الحمام وزحازحة،وطابور الوسط بشعب تازغيرت،وقصد طابر الميسرة بني يحيى ونجاجرة،بلغ الى علم الطابور الأخير أن الشيخ لجأ الى نجاجرة،وأنه يفكر في الهروب الى شعاب فوغال،وحينئد انتقل الملازم "لابوستول"بصحبة الكوم الى نجاجرة.

وقد ذهب هذا الملازم مع خمسة من رجاله الى منزل بوتشيش،يرافقه البوحميدي قائد بني بوسعيد،الذي نصح الشيخ بالاستسلام.عمل الشيخ بهذا الرأي،فاستسلم وتبع الطابور،واقتيد الشيخ الى الجنرال ليوطي،وذلك بمنطقة جنوب أغبال،وهناك أخدت له هذه الصورة،حين كان ينتظر مقابلة الجنرال،مستسلما للأمر المحتوم :"انه القدر".


الضباط الفرنسيون يحاصرون الصوفي البطل سيدي المختار مع مجاهدين من مساعديه بعد القبض عليه تجاوبا مع تعليقهم "أحد خصومنا"الأكثر تعصبا والزعيم الحقيقي للمقاومة ضد "الوجود الفرنسي"انه وطني وليس سياسي.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية