آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الأدب في طريق الله .

قال صلى الله عليه و سلم : " أدبني ربي فأحسن تأديبي ثم أمرني بمكارم الأخلاق ".

الأدب في طريق أهل الله تعالى آكد كل أمر و جامعٌ لكل خير و بر ، من لازم سلوك سبيله في جميع ذلك وصل واتصل ، ومن حاد عن نهجه انقطع و انفصل ، وذلك لأن الطريق آداب كلها ، لكل وقت أدب و لكل حال أدب و لكل مقام أدب،
وحسن الخطاب من تمام الآداب، وتمام الآداب هو السبب الموصل إلى عين الصواب، فمن لا أدب له لا تربية له، ومن لا تربية له لا سير له، ومن لا سير له لا وصول له، فمن لا يتربى على أيدي الرجال لا يربى الرجال، وقد قالوا: من أساء الأدب مع الأحباب طرد إلى الباب، ومن أساء الأدب في الباب طرد إلى سياسة الدواب. وقالوا أيضا: اجعل عملك ملحا، وأدبك دقيقا. وقال آخر: إن الإنسان ليبلغ بالخلق وحسن الأدب إلى عظيم الدرجات وهو قليل العمل، ومن حرم الأدب حرم الخير كله، ومن أعطي الأدب فقد مكن من مفاتيح القلوب.
قال أبو عثمان رضي الله عنه: الأدب عند الأكابر وفي مجالس السادات من الأولياء يبلغ بصاحبه إلى الدرجات العلا والخير في الدنيا والعقبى. وقال أبو حفص الحداد رضي الله عنه: التصوف كله آداب، لكل وقت أدب، ولكل حال أدب، ولكل مقام أدب، فمن لازم الأدب بلغ مبلغ الرجال، ومن حرم الأدب فهو بعيد من حيث يظن القرب، مردود من حيث يرجو الوصول.
وقال ذو النون المصري رضي الله عنه: "إذا خرج المريد عن استعمال الأدب فإنه يرجع من حيث جاء" .وقيل: من لم يتأدب لوقت فوقته مقت.
وقيل: من حبسه النسب أطلقه الادب، ومن قل أدبه كثر شغبه.
و من تعريفاته جاء في "العوارف" :" الأدب تهذيب الظاهر و الباطن ، فإذا تهذب ظاهر العبد و باطنه صار أديبا ."
قال الشيخ محي الدين رضي الله عنه:" الأدب جماع الخير ..."
ونقل في "العوارف" عن عبد الله ابن المبارك أنه قال: "الأدب معرفة النفس."

يقول الشيخ سيدي حمزة بن العباس رضي الله عنه: "عليكم بالأدب، فلا يسلم في طريق القوم إلا من أغرق في بحر من الأدب".
قال سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه :" الأدب في العمل علامة قبول العمل." 
وقال عبد الله بن المبارك رضي الله عنه : " من تهاون بالأدب عوقب بحرمان السنن، ومن تهاون بالسنن عوقب بحرمان الفرائض، ومن تهاون بالفرائض عوقب بحرمان المعرفة ." 
وقال ذو النون المصري رضي الله عنه:" إذا خرج المريد عن حد استعمال الأدب فإنه يرجع من حيث جاء ".قال بعضهم :"الأدب أن يؤدب العبد ظاهره وباطنه ، أما ظاهره فبالشريعة بأن يتبع السنة، قولا وفعلا، وأما باطنه فبالحقيقة بأن يرضى بما يرد عليه من الله ويتلقاه بالقبول، ويرى أن الكل نعمة عليه من الله تعالى ، إما عاجلة وإما آجلة، فالعاجلة بلوغ النفس محبوبها عاجلا، والآجلة كأنواع المضار و المكاره، فإنه يثاب عليها آجلا ويحط بها عنه من خطيئاته، فهي نعمة بهذا الاعتبار ، وصاحب هذا الأدب هو المخصوص برؤية النعم في طيّ النقم، فيرى نعم الله تعالى عليه ظاهرة وباطنة". ثم إن تحلية العمل بالآداب عاجلا علامة قبوله آجلا، وأن الأدب كما يحتاج إليه المريد في أحوال بدايته، يتوقف عليه المنتهي في مقامات نهايته.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية