الحقيقة - الحقائق
في اللغةالحقيقة : الشيء الثابت قطعاً ويقيناً .
حقيقة الشيء : خالصه وكنهه ، وحقيقة الأمر يقينه .
في الاصطلاح الصوفي
الحقيقة هي رفع الحجب عن مطالعة الحضرة القدسية ، وهي المعبر عنها بالمشاهدة ، و علومها المنسوبة إليها تارة تطلق على ما يبرز للمشاهد من الحضرة القدسية من العلوم و المعارف و الأسرار و الفيوض و الحكم و أحوال اليقين إلى غير ذلك ، و تارة تطلق على علوم الحقيقة على ما يلزم العبد في وقت المشاهدة من علوم الآداب و علوم الخطاب ، و علم ما يلزمه اجتنابه في وقت المشاهدة ، فهذه حقيقة الحقيقة.
فالشريعة هي الأساس، والطريقة هي الوسيلة، والحقيقة هي الثمرة. وهذه الأشياء الثلاثة متكاملة منسجمة، فمن تمسك بالأولى منها سلك الثانية فوصل إلى الثالثة، وليس بينها تعارض ولاتناقض. ولذلك يقول الصوفية في قواعدهم المشهورة."كل حقيقة خالفت الشريعة فهي زندقة". وكيف تخالف الشريعة وهي إنما نتجت من تطبيقها.
أقوال عن الحقيقة :
يقول: " الحقيقة : هي جمع الهمة مع المراد " .
يقول الشيخ أبو بكر الشبلي :
" الحقيقة : هي جمع الكل بالواحد فرداً ، ثم تضيف كون الكل وجوداً وبقاءً وزوالاً ودواماً إلى الواحد ، وهو الله تعالى ".
يقول الإمام القشيري:
" الحقيقة : هو وقوف العبد بدوام الانتصاب بين يدي سيده الذي آمن به ".
" الحقيقة : هي التي لا ينافيها مضادها ، ولا يقوم لها منافيها ، بل تفنى عند إشارتها أضدادها ، ويبطل عند مجاذبتها منافيها ".
يقول الشيخ الحسن البصري:
" علامة الحقيقة : ترك ملاحظة العمل ، لا ترك العمل "
يقول : " الحقيقة : هي الهدى : وهي إشارة إلى ظهور نور الحق في قلوب
الصديقين ".
" الحقيقة : هي الوصول إلى المقصد ، ومشاهدة نور التجلي ".
يقول الشيخ الأكبر ابن عربي:
" الحقيقة : هي سلب آثار أوصافك عنك بأوصافه أنه الفاعل بك فيك منك ، لا أنت : (ما مِنْ دابَّةٍ إِلّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها ) .
ويقول : " الحقيقة : هي ما عليه الوجود بما فيه من الخلاف والتماثل والتقابل ... فعين الشريعة عين الحقيقة ".
ويقول : " الحقيقة : ظهور صفة حق ، خلف حجاب صفة عبد ".
يقول الشيخ أبو الحسن الشاذلي:
" الحقائق : هي ما يستقر في قلبك ، أنه لا ضار ولا نافع ولا معطي ولا مانع إلا الله .
ويقول : " الحقائق : هي المعاني القائمة بالقلوب ، ما اتضح فيها وانكشف من الغيوب ، وهي منح من الله وكرامات ".
يقول : " الحقيقة : هي طلوع الوجه الباقي بكشف حجب الصفات عنه لنفي سبحات وجه ما سواه ، فلا يبقى الإشارة إلى شيء ".
ويقول : " الحقيقة : هو الشيء الثابت الواجب بذاته الذي لا يمكن تغييره بوجه ".
يقول أحمد بن عجيبة:
يقول : " الحقائق : هي ما يرد على قلب العارف من تجليات العلوم والحكم
والمعارف ، فتارة تكون علوماً ، وتارة تكون حكماً ومعارفاً ، وتارة تكون كشفاً بغيب كان أو سيكون ".
ويقول : " الحقيقة : هي شهود نور الحق في مظاهر الخلق ، أو شهود نور الربوبية في قوالب العبودية ".
ويقول : " الحقيقة : هي شهود العظمة بالعظمة ، أو شهود حق بحق ".
ويقول : " الحقيقة : هي بيت الحضرة ".
" الحقيقة لا ينطق بها لسان ، بل هي ذوق ووجدان ".
" كل حقيقة لا تمحو أثر العبد ورسمه فليست بحقيقة ".
" الحقيقة ممتنعة عن أن تدرك بجهد واجتهاد ، وإنما هي مواهب يصل العبد إليها بإيصال الحق تعالى إياه لا غير ".
ويقول :" لسان العلم ما تأدى إلينا بواسطة ، ولسان الحقيقة ما تأدى إلينا بلا واسطة ، فقيل له : ولسان الحق ما هو ؟ قال : ما ليس للخلق إليه طريق "
أهل الحقائق
يقول الشيخ نجم الدين الكبرى :
" أرباب الحقيقة يراقبون الأنفاس أولها وآخرها لتصعد مع الله وتهوي مع الله ، ففي صعود النفس مع الله يكون عيداً لهم ، وفي هويه مع الله عيداً لهم ".
يقول الشيخ أبو سعيد الخراز:
يقول : " أهل الحقائق ... وهم الذين يحتملون الأذى ويصبرون على البلوى ، ويرضون بالقضاء ، ويفوضون إليه أمورهم من غير اعتراض ، خاضعون متواضعون ، قد رسخوا بالعلم وفضلوا بالفهم على سائر أهل زمانهم ، هم خيرة الله من خلقه وخواصهم من عباده ، اختصهم لدينه ، وهم في الخلق ، بالخلق مختلطون ، لا يشار إليهم بالأصابع ، وهم غير أخفياء والأعين عنهم مصروفة ، وهم غياث الخلق " .
يقول الإمام القشيري:
يقول : " أهل الحقائق : هم لسان الوقت " .
يقول الشيخ الأكبر ابن عربي:
" أهل الحقائق : هم ( أهل باطن الرداء ) ، فلا يزالون مشاهدين أبداً ، ومع كونهم مشاهدين ، فظاهرهم في كرسي الصفات ينعم بمواد بشرة الباطن ، نعم اتصال ".
صفة أهل الحقائق
يقول الإمام القشيري :
" التمكين : صفة أهل الحقائق " .
انقطاع أهل الحقائق عن ضجيج أهل الدنيا
" أهل الحقائق لا يحسون بضجيج أهل الدنيا : لأنهم مصدودون عنها بما ورد على سرائرهم من وهج الحقائق ، فهم مترددون في منازلهم ، لا يقطعهم عن ذلك قاطع لانغماسهم في بحور الحقيقة ".
علم الحقيقة - علم الحقائق
يقول الشيخ السراج الطوسي:
علم الحقائق : هو العلم الموجود عند أهل الحقائق ، وهذا العلم : ثمرة العلوم كلها ، ونهاية جميع العلوم ، وغاية جميع العلوم . فمن انتهى إليها وقع في بحر لا غاية له .
" علم الحقيقة : هو علم تجليات الله تعالى ، وظهوره بأفعاله ، وهو باب الحقيقة ، وتجلياته بأسمائه وصفاته ، والله يتولى تعليم السالك وتوقيفه على اصطلاحات علماء هذا الشأن ، ولا يحتاج إلى أحد من علمائها " .
ويقول : " علم الحقيقة : هوعلم يعطي العارفين معارف ، وحقائق بطريق الفيض والإلهام ، كالبحار الزواخر ، التي لا أول لها ولا آخر ".
يقول الشيخ أحمد بن عجيبة::
يقول : " علم الحقيقة : هو علم الباطن : وهو علم العالم الروحاني ، وعلم عالم المعاني ".
دليل وجوب طلب علم الحقيقة
يقول الشيخ محمد المغربي الشاذلي :
" كفى شرفا لعلم القوم قول موسى {عليه السلام} للخضر :( هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمّا عُلِّمْتَ رُشْداً ) ، وهذا أعظم دليل على وجوب طلب علم الحقيقة ، كما يجب طلب علم الشريعة ".
تحصيل علم الحقيقة
" لا يطمع أحد في علم الحقيقة والاطلاع على السر إلا بعد تحصيل أربعة علوم :
علم الذات العالية ويكفيه فيها أن يعتقد أنها موجودة قديمة باقية منزهة عن النقائص متصفة بصفات الكمالات .
وعلم الصفات ويكفيه أن يعتقد أن الذات العالية متصفة بالقدرة والإرادة والعلم والحياة والسمع والبصر والكلام ...
العلم الثالث : علم الفقه ويكفيه ما يتقن به طاعته وصلاته وصيامه ...
العلم الرابع : علم الأحوال والمقامات والمنازلات ومخادع النفوس ومكائدها " .