آخر الأخبار

جاري التحميل ...

أيها المريد : والله ما أفلح من أفلح إلا بصحبة من أفلح.


فالناس كالحجارة ما أخطأك خير مما أصابك فالعافية عشرة أجزاء بالقياس تسعة منها في الصمت وواحدة في الهروب من الناس.

أيها المريد الراجي من مولاه المزيد قد تغير الزمان حتى كل في وصفه اللسان فلا ترى فيه لبيبا إلا ذا كمد ولا عاقلا واثقا به أحد ما بقي من العلم إلا الاسم ولا من الدين إلا الرسم ولا تواضع في هذا الزمان إلى لمخادعة ولا زهد إلا لحيلة ولا أمر بمعروف ولا نهي عن منكر إلى لحمية فالناس اليوم ذياب في ثياب إن استرفضتهم حرموك وإن استنصحتهم غشوك وإن كنت جاهلا لم يرشدوك وإن نطقت قالوا مهدار وإن تغافلت قالوا بليد حمار فمعاشرتهم داء وشقاء والفرار منهم دواء وشفاء فهذا زمان السكوت وملازمة البيوت و الرضى بالقوت كثرة المعارف من سخافة العقل والبلادة فلا يجد المريد معهم لذة ولا راحة إلا إذا جلس وحده فاجعل الناس كالنار لا تدن منهم إلا عند الحاجة والاضطرار وإن دنوت منهم فكن على حذر كما تحذر من النار لأنه ما بقي لأحد رفيق يساعده على عمل الآخرة بل يفسدون على المريد قلبه حتى تصير حلاوته مريرة فمن خالط العلماء أدبوه ومن جالس السفهاء أفسدوه فمن ابتلي بصحبة الأحداث ولم يفارقهم ولا منهم استغاث فهو عبد أهانه الله وخذله وعنه شغله وللعقوبة أهل ولا يحملك أيها المريد الراجي من مولاه المزيد البعد من الناس على إساءة الظن بهم أو تنقصهم أو اعتقاد الأفضلية عليهم فإنهم عباد الله وكل ميسر لما خلق له ومن وجد خيرا فليحمد الله فعليك بمعرفة العارفين فإن فيها شفاء الداء الدفين إذ لابد للمؤمن من ممن يربيه و يأخذ بيديه ويرقيه فمن لم يصادف كاملا يربيه خرج من الدنيا وهو متلوث بعيد من ربه ولو كان على عبادة الثقلين إذ من سعادة المؤمن أن يمن الله عليه بمن يدله عليه بلامين ، انظر أيها المريد إلى الشجرة إذا أنبتت بنفسها لا تثمر وإذا أثمرت لا يتم نتاجها وتكون عرضة للافات كلها وانظر إلى ما قتله الباري المعلم كيف جاز أكله و ما قتله غير المعلم لم يجد أكله.

يا معشرالمريدين من لم يصادف مفلحا لا يفلح ومن بين مخصوص ولم يجد في قلبه تعظيما له فلا يصلح ومن كان معروفا ببلوى أو محجوبا بدعوى فلبيك على نفسه بالبكاء الأقوى.

واعلم أيها المريد أنت على الصورة التي تشهد عليها شيخك فاشهد ما شئت وانظر ما ترى نفعه يعود عليك فكما أن القبس لا يورث في الوقود البارد إلا الدخان كذالك لا يتولد من صحبتك للشيخ بغير صدق إلى دعاوي ورعونات عيانا وإذا توجه المريد إلى شيخه في دفع شيء من العوارض الطارئة عليه ولم يزل ذالك العارض في الحين فذالك من عدم صدق المريد الحزين وإن لم يهتدي إلى شيخ أصلا فهو مطرود عن باب مولاه عدلا فجد صدقا تجد مرشدا وعليك بالطريق وعلى الله بالرفيق.

واعلموا أيها الإخوان المنتسبون للرحمان ان الله تعالى : جعل الشيخ مربيا لا خالقا ودالا على الله وبه واثقا ومن لم يهتد إليه فلا ينكر وجوده فيقع في أمر عظيم عليه.


رسالة المريد في منهل أهل التجريد

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية