آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الحضرة عند الصوفية

الحضرة عند الصوفية

الحضرة 

في اللغة :


حَضْرَة : - حضور . - قُرْب الشيء .
الحَضْرَة : - مكان الحضور ذاته - الفِناء .

في الاصطلاح الصوفي :


يقول الشيخ الأكبر ابن عربي  : الحضرة في عرف القوم : الذات والصفات والأفعال . 
يقول الشيخ عبد الوهاب الشعراني :الحضرة : هي شهود مخصوص ، فالعبد ما دام يشهد أنه بين يدي الله والحق تعالى يراه فهو في حضرته ، فإن حجب عن الشهود فقد خرج من الحضرة ولو كان في جوف الكعبة .
يقول : مرادنا بالحضرة : شهود العبد أنه بين يدي الله تبارك وتعالى ، وهو تعالى يراه . ومرادنا بخارج الحضرة حجابه عن هذا المشهد . 
يقول الشيخ عبد الغني النابلسي  : الحضرة : عبارة عن موطن من مواطن القرب والمشاهدة ، فإذا كان العبد على بساط الحق مشاهداً لصفاته تعالى ، فيسمى ذلك الموطن : حضرة الصفات ، وإذا كان مشاهداً للأفعال ، فيسمى ذلك الموطن : حضرة الأفعال . 

الشيخ أحمد بن عجيبة :


يقول : الحضرة : هي عبارة عن كشف رداء الصون عن أصل نور الكون ، فتلوح أنوار القدم على صفحات العدم ، فيتلاشى الحادث ويبقى القديم . 
ويقول : الحضرة : هي حضور القلب مع الرب . 
ويقول : الحضرة : هي معشش قلوب العارفين ، هي حضرة الذات إليها يأوون أي يرجعون بعد الطيران إلى فضاء الملكوت وأسرار الجبروت ، وفيها يسكنون ولا يخرجون منها أبداً ... ومحلها في أعلى عليين ، وهو عرش قلوب العارفين . 

( الحضرة ) في اصطلاح الشيخ الأكبر ابن عربي :

يقول الشيخ محيي الدين بن عربي: ان للحضرة أكثر من معنى. فهناك للعشق الإلهي حضرة... ولأصحاب المعرفة حضرة... وكلها حق وصدق، ولكنها جميعاً حضرات جزئية، كل ينظر هنا من زاويته، وأول حضرة في رأى الشيخ الأكبر هي حضرة الايجاد ويسميها (الألف واللام)، ولفظها "لا إله إلا الله" فهذه حضرة الخلق والخالق». «الحضور: حضور القلب لما غاب عن عيانه بصفاء اليقين. فهو كالحاضر عنده وإن كان غائباً عنه».

- «المراد من الحضور: حضور القلب بدلالة اليقين، حتى يصير الحكم الغيبي له مثل الحكم العيني. والمراد من الغيبة: غيبة القلب عما دون الحق، إلى حدّ أن يغيب عن نفسه، حتى أنه بغيبته عن نفسه لا يرى نفسه. وعلامة هذا : الإعراض عن حكم الرسوم، مثلما يكون النبي معصوماً عن الحرام، فالغيبة عن النفس حضور بالحق، والحضور بالحق غيبة عن النفس».

في أنواع الحضرات :

 يقول الشيخ أحمد بن عجيبة : الحضرة: هي حضور القلب مع الرب. وهي مقسمة على ثلاثة أقسام: حضرة القلوب، وحضرة الأرواح، وحضرة الأسرار. فحضرة القلوب للسائرين. وحضرة الأرواح للمستشرفين، وحضرة الأسرار للمتمكنين. أو تقول: حضرة القلوب لأهل المراقبة، وحضرة الأرواح لأهل المشاهدة، وحضرة الأسرار لأهل المكالمة. وسر ذلك أن الروح ما دامت تتقلب بين الغفلة والحضرة كانت في حضرة القلوب، فإذا استراحت بالوصال سميت روحاً وكانت في حضرة الأرواح، وإذا تمكنت وتصفت وصارت سراً من أسرار الله سميت سراً وكانت في حضرة الأسرار.
الحضرة مقدسة منزهة مرفعة لا يدخلها إلا المطهرون، فحرام على القلب الجنب أن يدخل مسجداً الحضرة، وجنابة القلب غفلته عن ربه. قال تعالى "يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنباً إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا": أي لا تقربوا صلاة الحضرة وأنتم سكارى بحب الدنيا وشهود السوى، حتى تتيقظوا وتتدبروا ما تقولون في حضرة الملك، ولا جنباً من جماع الغفلة وشهود السوى حتى تتطهروا بماء الغيب.
ويقول : " أهل الحضرة : هم الذين نزولهم بالله وعملهم بالله ، لا يرون لأنفسهم حولاً ولا قوة ، ولا يطلبون من ربهم جزاء ولا أجرة ، إذ محال أن يطلب الجزاء على عمل
غيره ، هذا في حال نزولهم إلى سماء الحقوق ، وأما نزولهم إلى أرض الحظوظ فإنما هو لأداء حقوق العبودية ، فليس نزولهم بشهوة النفس ونيل متعتها لتحقق فناءها وموتها ، وقد انقلبت حظوظهم حقوقاً ".
ويقول :" إرادة الوصول إلى الحضرة : هي لأهل التجريد وقوة العزم ".
يقول الشيخ أبو الحسن الشاذلي :" آداب الحضرة ثلاثة : دوام النظر ، وإلقاء السمع ، والتوطين لما يرد من الحكم ".
يقول الشيخ الجنيد البغدادي :" سبق في علم الله القديم ألا يدخل أحد لحضرته إلا على يد عبد من عباده ".

 يقول الإمام القشيري : " أهل الحضرة : هم الذين تفاضلهم بلطائفهم من الأنس بنسيم القربة بما لا بيان يصفه ولا عبارة ، ولا رمز يدركه ولا إشارة . منهم من يشهده ويراه مرةً فيالأسبوع ، ومنهم من لا يغيب من الحضرة لحظة ، فهم يجتمعون في الرؤية ويتفاوتون في نصيب كل أحد ، وليس كل من يراه بالعين التي بها يراه صاحبه ".

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية