يحسب الكثيرون من الناس أن التصوف الإسلامي – على فرض التسليم بفهم بشريعته – نوع من الترف الروحي الكمالي الاختياري الذي يجوز التمذهب به أو طرحه لذويه جانبا ولا ضير في الاستغناء عنه باعتبار انه أمر زائد على أركان الإسلام والإيمان ومن ثم فانه لا يدخل في نطاق الفرائض التي يطالب بها المسلم ويسأل عنها أمام الله يوم القيامة !!
ولعمري أن هذا تصور بالغ الجهالة بحقائق الدين وقصور فادح في فهم مقاصد الإسلام وغيبوبة عن إدراك معالم الإيمان الحق كما تتجسد في القران والسنة بل وفقد للوعي بمنهج السلف الصالح الذي تحققوا به فكانوا صفوة أولياء وعارفين أصفياء.
فقد وقفنا –بالتعرف على مكانة التصوف وموقعه من ديننا الحنيف في المباحث السابقة –أنه الركن الثالث من أركان هذا الدين وهو مقام الإحسان المصرح به في حديث (أم السنة) المروى في الصحيحين كما قرره شيوخ الإسلام . ومن ثم يكون إسقاط التصوف من حياة المسلم إهدارا لركن هذا الدين وبالتالي يكون التمسك به واجبا شرعيا عينيا على كل مسلم .
كذلك وقفنا –بالتعرف على حقيقة التصوف من خلال تعريفاته الاصطلاحية في مبحثنا الأسبق – على أن التصوف هو إسلام الوجه لله تعالى وهو الأمر المشروط لحصول الاستمساك بالعروة الوثقى فريضة شرعيه فيكون الموصل إليها وهو إسلام الوجه لله وهو حقيقة التصوف – واجبا شرعيا لا يجوز التخلي عنه .
بل قد تبين لنا في سبر حقيقة التصوف أنه التحقق بمقام ( أشهد ) في كلمة الإسلام وهى اشهد أن لا اله إلا الله واشهد أن سيدنا محمد رسول الله صلى الله تعالى عليه واله وسلم . وهى نفسها كلمه التقوى في قوله تعالى :( وألزمهم كلمه التقوى )والتقوى هي لب التصوف وقاعدة الولاية كما قال الله تعالى :( إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ ) ومن ثم كان التصوف روح الإسلام فكان التحقق به فريضة شرعيه لا تنفك عن الإسلام الصحيح بحال من الأحوال !!
وكذلك باعتبار أن التصوف في تعريفه الجامع هو صدق التوجه إلى الله تعالى من حيث يرضاه وبما يرضاه فان إسقاطه من حساب الإسلام هو إسقاط لصدق تحقيق حق الإيمان : لان التلازم ثابت بين أركان الدين الثلاثة .
وقد جسد ذلك العارف سيدي احمد زروق رضوان الله تعالى عليه في القاعدة الرابعة من ( قواعد التصوف ) إذ يقول قدس الله سره :
صدق التوجه مشروط بكونه من حيث يرضاه الحق تعالى وبما يرضاه ولا يصح مشروط بدون شرطه ( ولا يرضى لعباده الكفر ) فلزم تحقيق الإيمان ( وإن تشكروا يرضه لكم ) فلزم العمل بالإسلام .
فلا تصوف إلا بفقه إذ لا تعرف أحكام الله الظاهرة إلا منه .
ولا فقه إلا بتصوف : إذ لا عمل إلا بصدق وتوجه.
ولا هما إلا بإيمان : إذ لا يصح واحد منهما بدونه ، فلزم الجميع لتلازمنهما في الحكم كتلازم الأرواح للأجساد .
ولا وجود لها ( أي الأرواح ) إلا فيها ( أي الأجساد ) كما لاحياه لها ( أي الأجساد ) إلا بها ( أي الأرواح ) فافهم !!
ومنه قول مالك رحمه الله ( من تصوف ولم يتفقه فقد تزندق ، ومن تفقه ولم يتصوف فقد تفسق ، ومن جمع بينهما فقد تحقق) !!
قلت : تزندق الأول : لأنه كما قال بالجبر الموجب لنفى الحكمة والأحكام وتفسق الثاني لخلو عمله من التوجه الحاجب منهما عن معصية الله ومن الإخلاص المشترط في العمل لله .
وتحقق الثالث : لقيامه بالحقيقة في عين التمسك بالحق . فاعرف ذلك من هذا البيان المحكم يتضح لنا بجلاء : أن التصوف واجب شرعيا على المسلم لاشتماله على التوجه الصادق إلى جناب الحق تعالى وهو الذي يحجب العبد عن معصية الله سبحانه وتعالى وكذا لاقتضائه لمقام الإخلاص الذي يصحح قبول العمل عند الله عز وجل وكلاهما فريضة شرعيه فلذا اعتبر التصوف فريضة إسلامية يعتد بها من سلم قلبه من الأمراض وصف لله من الاكدار !!
هذا وقد صرح علماء الصوفية الجامعون بين الشريعة والحقيقة بوجوب التصوف وفرضيته العينية على كل مسلم .
فقال الإمام العارف سيدي احمد بن عجيبه الحسنى رضوان الله تعالى عليه في ( إيقاظ الهمم ) وأما حكم الشارع فيه – أي التصوف – فقال الغزالي ( أي حجه الإسلام أبو حامد رضي الله عنه ) : انه فرض عين ! إذ لا يخلو احد من عيب أو مرض إلا الأنبياء عليهم السلام )
وقال الشاذلي – أي الإمام أبو الحسن مؤسس الطريقة الشاذلية رضي الله عنه – ( من لم يتغلغل في علمنا هذا – أي التصوف – مات مصرا على الكبائر وهو لا يشعر ).
وحيث كان فرض عين : يجب السفر إلى من يأخذه عنه إذا عرف بالتربية واشتهر الدواء على يده وان خالف والديه – حسبما نص عليه غير واحد كالبلالى والسنوسى وغيرهما .
قال الشيخ السنوسى : النفس إذا غلبت كالعدو إذا فجا – أي فجا بالهجوم تجب مجاهدتها والاستعانة عليها وان خالف الوالدين !! كما في العدو إذا برز (قاله في شرح الجزيرى ) وما أحسن قول القائل :
أخاطر في محبتكم بروحي
واركب بحركم أمّا وأمّا
واسلك كل فج في هواكم
واشرب كأسكم لو كان سما
ولا أصغى إلى من قد نهاني
ولى أذن عن العذال صما
أخاطر بالمخاطر في هواكم
واترك في رضاكم أبا وأما
وهكذا نجد تصريح الإمام حجه الإسلام الغزالي مجدد المائه الخامسة قدس الله سره بان التصوف فرض عين وذلك لأنه تصفيه القلب لله تعالى من النقائص والشوائب وتطهير النفس من الذنوب والمعايب وحيث أن تطهير النفس من الذنوب والأدران وتصفيه القلب من النقائص والأمراض من فرائض الدين وواجباته كان التصوف واجبا شرعيا وفرض عين على كل مسلم ومسلمه ، ومن ثم : فان من لم يتخلص من هذه الأمراض كالرياء والكبر والعجب ونحو ذلك بالتصوف الصحيح مات وهو مصر على الكبائر كما صرح الإمام أبو الحسن الشاذلي قدس الله سره.
وأن المسلم لو أحسن فقه دينه وأمعن النظر في حقيقته الإيمان وشعبه التسع وسبعين وتدبر معالم الإسلام في القران الكريم والسنة المطهرة بقلب سليم لوجد حقيقة التصوف ماثله مجسده في تلك الشعب والمعالم بجلاء ووضوح ؛ أليس من شعب الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إلى العبد مما سواهما كما جاء في الصحيحين وكما يفصح عنه قوله تعالى :( وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ ) ؟؟
وهل تجسد إيثار الله ورسوله بالحب على النفس والأهل والمال والولد إلا في صفوه الصوفية العارفين ؟ وتراجمهم في ( صفه الصفوة ) للحافظ ابن الجو زى السلفي خير شاهد على ذلك؟؟
أو ليست مقامات التوبة والخوف والرجاء والشكر والتوكل والصبر والرضا من ابرز شعب الإيمان؟ وهى نفسها من ( منازل السائرين ) وهم السالكون عن طريق التصوف كما جسدها شيخ الإسلام عبد الله الانصارى الهروى وشرحها العلامة ابن القيم ( السلفى ) في مدارج السالكين ) !!
أو ليست معالم الإسلام مجسده في صفات المتقين التي بينها القران الكريم في سورة ( أل عمران ) بقوله تعالى :( الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ) ( وهل الأولياء إلا الصفوة الصوفية كما قرر أهل الإنصاف أن التصوف هو سلوك طرق الكمال الأعلى الموصل إلى ذرى المحبة الالهيه والمعرفة الدينية ونشدان هذا الكمال والطموح إلى تحقيقه فرض عين لأنه يبدأ بما فرض الله تعالى من التخلية عن الرذائل المحرمة والتحلية بالفضائل الواجبة لينتهي بالتجلية بالمكاشفات والمشاهدات المعظمة !!
ونخلص إلى تقديم الإجابات عن هذا السؤال المطروح وهو :
لماذا يجب أن تتصوف ؟
ونقدم عشره أجوبه على السؤال فيما يلي :
أولا : لإحراز حقيقة الإسلام كما بينها القران العظيم في قوله تعالى (بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ )
فإسلام الوجه لله تعالى هو كما قال الإمام الالوسى المفسر إخلاص النفس والقصد لله تعالى بحيث لا يشرك به غيره ولم يقصد سواه فالوجه إما مستعار للذات باعتباره اشرف الأعضاء وأما مجاز عن القصد ، لان القاصد للشئ مواجه له فلا يتم الإسلام إلا بتمام إخلاص النفس وصدق التوجه إلى الله تعالى وهو محور التصوف .ثم في التفسير الصوفي الإشارى للأيه الكريمة : يقول قدس الله سره : ( من اسلم وجهه وخلص ذاته من جميع لوازمها وعوارضها لله تعالى بالتوحيد الذاتي عند المحو الكلى وهو مستقيم في أحواله بالبقاء بعد الفناء مشاهد ربه في أعماله راجع من الشهود الذاتي إلى الإحسان الصفاتى –الذي هو المشاهدة للوجود الحقاني ( فله آجره عند ربه ).
وثانيا : لاستكمال أركان الدين بالتحقق بمقام (الإحسان). يقول العارف بالله تعالى سيدي احمد بن عجيبة الحسنى رضي الله تعالى عنه مقام التصوف هو مقام الإحسان الذي فسره رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله :( أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فانه يراك ) وذلك لا يصح بدون ما تقع به العبودية والتعبد من عقائد الإيمان وأعمال الإسلام فهما ظاهره وهو باطنهما ، فلا قيام لهما إلا به ولاصحه له بدونهما ،فهو كالروح وهما كالجسد ومن ثم نقول أن التصوف هو روح الإسلام.
وثالثا : يجب التصوف لتحقيق القوّامية لله على النفس وذلك امتثالا لأمر الله تعالى في قوله عز وجل ( يأيها الذين أمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم ).
يقول حجه الإسلام الإمام الغزالي رضي الله عنه في تعريف (الصوفي )
وقيل : الصوفي هو الذي يكون دائم التصفية لا يزال يصفى الأوقات عن شوائب الاكدار بتصفية القلب عن شوائب النفس، ومعينه على هذه : دوام افتقاره إلى مولاه فبدوام الافتقار يفطن للكدر كلما تحركت النفس وظهرت بصفه من صفاتها أدركها ببصيرته النافذة وفر منها إلى ربه فبدوام تصفيته جمعيته وبحركة نفسه تفترقته وكدره فهو قائم بربه على قلبه وقائم بقلبه على نفسه قال الله تعالى :( كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ).وهذه لله على النفس وهو تحقق بالتصوف.
رابعا : يجب التصوف لتحقيق كمال العبودية لله تعالى : وللتحقق الفعلي بقوله تعالى :( إياك نعبد وإياك نستعين ) فقد قال الإمام الغزالي في تعريف التصوف : ( التصوف طرح النفس في العبودية وتعلق القلب بالربو بيه) وقال الإمام أبو الحسن الشاذلي رضي الله تعالى عنه ( التصوف تدريب النفس على العبودية وردها لأحكام الربوبيه )
وفى معنى العبودية يقول رضوان الله عليه :( العبودية هي امتثال الأمر واجتناب النهى ورفض الشهوات أي المحرمة والمكروهة والمشيئات على الشهود والعيان )
والتصوف يسمو بالعبد في مدارج السلوك إلى الله تعالى بدءا من العبادة التي هي أقصى مراتب الخضوع والتذلل ومرورا بمرتبه العبودية التي يعبد فيها العبد ربه تشرفا بعبادته والانتساب إليه تعالى ليصل إلى قمة ( العبودية ) وهى عبادته تعالى لاستحقاقه الذاتي وهى التي تسمى عباده الأحرار !! أليس ذلك حقا لله تعالى على العبد ؟ وواجبا يجب على العبد تحقيقه ليحظى بكنه ( إياك نعبد ) ؟؟
وخامسا : يجب التصوف للتحرر من عبودية ما سوى الله تبارك وتعالى كالنفس والشيطان والدنيا والهوى فالحرية من ثمار التحقق بالعبودية لله تعالى .
قال الإمام القشيرى في الرسالة ( واعلم أن حقيقة الحرية – أي مما سوى الله تعالى – في كمال العبودية – أي لله تعالى - فإذا صدقت لله عبودية خلصت عن رقه الأغيار حريته ) ويقول في معنى الحرية ( الحرية : أن لا يكون العبد تحت رق المخلوقات ولا يجرى عليه سلطان المكونات.
وهنا أقول : إن كثيرا من الناس اخطأ في فهم حقيقة الحرية فاخذ أصحاب المذاهب الأرضية كالوجودية والعلمانية والليبرالية ينشدون الحرية في التخلص من الدين والمبادئ الآخلاقية فوقعوا في شرك عبودية النفس والشهوات والشيطان حيث ضلوا عن تحقيق العبودية لله تعالى ، ولم يظفر بحقيقة الحرية إلا السادة الصوفية .
سادسا : انه يجب التصوف لإصلاح القلب وتصفيته لله تعالى من الشوائب والكدورات فقد قدمنا في تعريفات التصوف : تعريف الإمام أبى يزيد البسطامى قدس الله سره له بلسان الشريعة انه ( تصفيه القلب من المدورة واستعمال الخلق مع الخليقة وإتباع الرسول صلى الله عليه وسلم في جميع الشريعة فالصوفية هو ساده أطباء القلوب العارفين بعللها وأمراضها ومسالك الشيطان فيها وهم أصحاب المناهج السلوكية في معالجتها ( انظر على سبيل المثال كتاب شرح عجائب القلب من موسوعة الأحياء للإمام الغزالي وهم القائمون بكشف حجب القلوب لمطالعه أنوار الغيوب ومن ثم كان وجوب التصوف لتحقيق سلامه القلب ( إلا من أتى الله بقلب سليم ) فلما كانت سلامه القلب من الواجبات كانت الوسيلة إلى ذلك واجبه وجوبا عينيا.
سابعا : إنما كان التصوف فريضة شرعيه لتحقيق ( الربانية ) المنشودة التي صدر الأمر الألهى بالتحقق بها في قوله تعالى ( ولكن كونوا ربانيين ، بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ) فالرباني هو المنسوب إلى الرب بمعنى كونه عالما به ومواظبا على طاعته والمعنى كما في تفسير ( البحر المديد ): ( كونوا ربانيين : عارفين بالله ) والربانية هي المصطلح المرادف للتصوف والدال عليه كما صرح العلامة أبو الحسن الندوى في كتابه (ربانية لارهبانية ).
ثامنا : يجب أن نتصوف للوصول إلى معرفه الله وولايته ، لأن معرفة الحق تعالى لا تنال إلا بالسلوك الصوفي ومجاهده النفس كما قال تعالى : ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) ومعرفه الحق تعالى لا تتحقق إلا لأوليائه الذين جاهدوا في الله حق جهاده فقهورا نفوسهم وأهواءهم . وهذه المعرفة هي ( حياه القلب مع الله تعالى ) هي للعارف مراه إذا نظر فيها تجلى له مولاه وناهيك بعلم اليقين وعين اليقين وحق اليقين ! والأولياء هم حزب الله المفلحون الذين اصطفاهم لمعرفته ومشاهدته وجعلهم ورثه نبيه صلى الله عليه وسلم وكتابه وحمله أسراره ومحل أنواره ولاريب أن طلب هذا الكمال الأعلى مما يجب الحرص عليه لتحقيق الخلافة عن الله في الأرض !
تاسعا : ثم انه يجب التصوف للاستغراق في معية الله تعالى وهو القائل سبحانه (وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) وللتحقق بكنه المحبة لله تعالى (وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ) وذلك بسبق حبه تعالى لهم اذا اصطفاهم أولياءه ففي حديث الولاية القدسي الصحيح المُصَدّر بقول الله عز وجل :( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب) بين سبحانه منهج صفوه أوليائه بقوله :(ولا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به) الخ انه الفناء عن النفس والبقاء بالحق تعالى وتلك حقيقة الولاية والتصوف التي دعانا الحق تعالى إلى التحقق بها .
وعاشرا : يجب أن نتصوف لنتحقق بوراثة الرسول صلى الله عليه وسلم ونعيش في باطنه ( أي في أنواره الباطنه ) فقد روى صاحب الحلية عن سيدنا الإمام جعفر الصاق رضوان الله تعالى عليه انه قال: (من عاش في ظاهر الرسول فهو سني ومن عاش في باطن الرسول فهو صوفي) اللهم حققنا بهذا العطاء بحقه صلى الله عليه وسلم .
الشيخ الأستاذ الدكتور جودة المهدي
من أجمل ما قرأت.. بارك الله فيكم ونفع بكم..
ردحذف