وأمّا سوء الظنّ بالله والعياذ بالله ، فهو مما يوجب طرد العبد من باب مولاه ، لقوله عزّ من قائل في بعض كلامه القدسيّ :" أنا عند ظنّ عبدي بي فليظنّ عبدي بي ما يشاء" فمن لا يظنّ به خيرا فلا يجازيه إلاّ بظنّه "وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ" فصلت آية 23.
فعليك أيّها المريد بحسن الظنّ فإنّه من أشرف الخصال لما يروى في الخــبر :" خصلتان ليس فوقهما في الخير خصلة حسن الظنّ بالله وحسن الظنّ بعباد الله" والعكس بالعكس وإن كان لا بدّ أن تسوء الظنّ فسوءه بنفسك واتهمها في معاملتها ولا تقبل منها صرفا ولا عدلا.
قال المصنف رحمه الله:
ولا ترى العيب إلاّ فيك معتقدا عيبا بدا بيّننا لكنّه استترا