اعلم أن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم سُلم ومعراج الوصول إلى الله لأن تكثير الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم تُوجب محبته، ومحبتُه ـ عليه الصلاة والسلام ـ توجب محبة الله تعالى، ومحبته تعالى للعبد تجذبه إلى حضرته، بواسطة وبغيرها.
ولا وسيلة إليه أقرب، ولا أعظم، من رسوله الأكرم صلى الله عليه وسلم. ومنها: أن الله تعالى أمر بها، وحضَّنا عليها، تشريفاً له وتكريماً، وتفضيلاً لجلاله، ووعد مَن استعملها حُسن المآب، وجزيل الثواب، فهي من أنجح الأعمال، وأرجح الأقوال، وأزكى الأحوال، وأحظى القربات، وأعم البركات، وبها يتوصل إلى رضا الرحمن، وتنال السعادة والرضوان، وتجاب الدعوات، ويرتقي إلى أرفع الدرجات.
قال سيّدي محمد عَلَوي المَالكي في كتابه: أبواب الفَرَجِ: قال الشيخ عبد العزيز بن علي المكي الزَّمزمي، صاحب منظومة التفسير التي شرحها السيد علوي المالكي في كتابه: فَيْضُ الخير:الصّلاَةُ عَلى سَيّدِ السَّادَات، مِن أهَمِّ المُهِمّاتِ، في جَميع الأَوقاتِ، لِمَنْ يُريدُ القُرْبَ مِن رَبِّ الأَرضينَ والسَّمَاوات. وإنَّهَا تَجلب الأسرارَ والفُتوحات وتُصَفِّي البَواطنَ مِن جَميع الكَدُورَات.
وإنَّهَا تَتَأَكَّد في حقّ أَهل البِداية، وأَربَاب الإرَادَات، وأصْحَاب النِّهايَات.
ويَستوي في الاحتياج إليها الطّالب، والسالكُ، والمُريد المُقارِب.
فَالطالب تُربّيهِ، والعَارفُ تُبقِيه بَعدما تُفْنِيه.
وإنْ شِئْتَ قُلْتَ: الطَّالِبُ تُكسِبُه الإطْرَاق، والمُريد تُفيض عَلَيه الإشْراق، والعَارفُ تُؤَيِّده عندَ التَّلاق.
وإنْ شِئْتَ قُلْتَ: الطَّالِبُ تَزْداد بها أنْوارُه، والمُريد تَفيض مِنها أسْرارُه، والعَارفُ يَسْتَوي لِربّه لَيلَه ونَهارَهُ.
وإنْ شِئْتَ قُلْتَ: الطَّالب تُحبِّب إلَيهِ الأعْمال، والمُريد تُصَحِّح لَديْه الأحْوال، والعَارِف تُؤَيِّدُه عِندَ الوِصَال.
وإنْ شِئْتَ قُلْتَ: الطَّالبُ تَزيدُه تَشَوُّقًا، والمُريد تُطْربُه تَمَلُّقًا، والعَارِف يَستَمدُّ منها تَحَقُّقًا.
وإنْ شِئْتَ قُلْتَ: الطَّالِبُ تُكْسِبُه النَّشَاط، والمُريد تَحمِيه من الانْحِطاط، والعَارفُ يَتَأَدّب بها عَلى البِسَاط.
وإنْ شِئْتَ قُلْتَ: الطَّالبُ تُكْسِبه الأنْوار، والمُريد تَكْشف له السِّتَار، والعَارفُ تُلزمُه الاضطرار، ولا يَكون لَه مَع غَيرِ الله قَرَار.
وإنْ شِئْتَ قُلْتَ: الطَّالِبُ تُشَوِّقُه بالمَنَامَات، والمُريد تُحَقِّقه بالكَرامَات، والعَارِف تحوِّلُه في المَقامَات.
وإنْ شِئْتَ قُلْتَ: الطَّالب تُؤَيده بالثُّبوتِ، والمُريد تُطْلعه عَلَى غَيْب المَلكوت، والعارف تُهيِّمُه بالجبروت.
وإنْ شِئْتَ قُلْتَ: الطَّالِب تُشَوّقُه إلَى اللَّقا، والمُريد تَدعوه للمُلْتَقَى، والعارف تَزيدُه تَحَقُّقًا.
جزاكم الله خيرا علي مجهوداتكم الكبيرة لخدمة الدين.
ردحذفوفقنا الله لما يحبه ويرضاه وشكرا لكم
حذف