فاعلموا أن الله تبارك وتعالى إذا أكرم عبداً من عبيده بالتوفيق لخدمته ، واستعمله في موجبات مرضاته ، بأن أسعده بملاقاة ولي من أوليائه ، الذي هو عين من عيون الله فإنه لا محالة أن الله تبارك وتعالى قد أعظم منّته عليه ، حيث كشف له عن حقيقة أهل التخصيص ، فيلزمه أن يقوم بشكر هذه النعمة التي هي أجل نعم الله على عبيده ، وشكرها هو أن يقوم بواجب الخدمة وما يقتضيه باعث المحبة من كمال الأدب الذي هو روح السير في طريق الخصوصية ، إذ صاحب الأدب يبلغ في قليل من الزمان مبلغ الرجال ، وصاحب سوء الأدب على العكس من ذلك . وقد اتفق أهل الله قاطبة على أن من لا أدب له لا سير له ، ومن لا سير له لا وصول له ، ومن لا وصول له لا فتح له ، ومن لا فتح له لا حال له ، ومن لا حال له لا علم عنده ، ومن لا علم عنده لا عمل له ، ومن لا عمل له لا دين له .
فالأدب مع الشيخ هو عنوان الفلاح للمريد ومتى عدمه عطبت راحلته وكلت مطيّته ، ولا يعدمه إلاّ إذا خالف شيخه فى القول أو الفعل أو الحال معترضاً عليه إما ظاهراً أو باطناً . وقد علمتم أن مبدأ الفُرقة هو وجود المخالفة كما قال ولي الله تعالى سيدي أبو علي الدقاق رحمه الله تعالى.
قال تلميذه العارف بالله سيدي أبو القاسم القشيري رضي الله عنه : "يعني فمن كانت غيبته في الشيخ أقوى، وانحياشه أليه أكثر، وجمعه عليه أدوم، كان كذلك مع ربّه والله يعامل العبد على حسب ذلك وينزله حيث أنزله من نفسه كما ورد بذلك الخبر" باختصار.
والمقصود من هذا الأدب هو تربيته وجمع قلبه على شيخه بحيث يستغرق همه أجمع ولا يضره اعتقاده ذلك وإن لم يكن شيخه كذلك في نفس الأمر ما لم يخرجه إلى نقص المشايخ كما هو حال كثير من أهل هذا العصر. قال الشيخ أبو الحسن الششتري رضي الله عنه : "ولا ينبغي للمريد أن يعتقد أستاذاً وهو يجد في باطنه اعتقاد غيره أكثر منه فلا ينتفع بهما ويسلم له غلوه في شيخه ما لم ينتقص المشايخ أو يقع فيهم أو يخرجه الغلو لحد فاسد حتى يخرج شيخه عن طور البشرية" .
وبالجملة كلما انجمع قلب المريد على شيخه وكمال اعتقاده فيه لاحت عليه لوائح الطريق وظهرت منه أدلة التحقيق والعكس بالعكس والعلم كله لله .
ومما يجب عليك أيها المريد من الآداب مع الشيخ بعد سلب الإرادة إليه واعتقاده أن لا تعترض عليه في أقواله وأفعاله وأحواله وقتاً من الأوقات في ظاهرك وباطنك، ومتى اعترضت عليه ولو باطناً حصل لك الشتات في الدين والدنيا وطردت عن الوصول إلى منازل المقربّين طرد هجر وبُعْد قلباً وقالباً وهو أقوى في الطرد .
قال أستاذ التحقيق أبو القاسم القشيري رضي الله عنه : "وإن بقي من أهل السلوك قاصد لم يصل إلى مقصوده فليعلم أن موجب حجبه اعتراض خامر قلبه على بعض شيوخه في على بعض شيوخه في بعض أوقاته ، فإن الشيوخ بمنزلة السفراء للمريدين". فمن صحب شيخا ثم اعترض عليه بقلبه فقد نقض عهد الصحبة ووجبت عليه التوبة، على أن الشيوخ قالوا: عقوق الأستاذ لا توبة عنه.
قال شيخ الدنيا في العوارف بعد كلام على قوله تعالى: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ) [النساء: الآية 65] الآية ما نصه : وشرط عليهم التسليم وهو الانقياد ظاهراً ونفي الحرج وهو الانقياد باطناً ، وهذا شرط المريد مع الشيخ بعد التحكيم ، فلبس الخرقة يزيل اتهام الشيخ عن باطنه في جميع تصاريفه ويحذر الاعتراض على الشيوخ فإنه السم القاتل للمريدين ، وقل أن يكون مريد يعترض على الشيخ بباطنه فيفلح ويذكر المريد كلما أشكل عليه شيء من تصاريفالشيخ قصة موسى مع الخضر كيف كان تصدر من الخضر تصاريف ينكرها موسى ثم لما كشف له عن معناها بان لموسى وجه الصواب في ذلك ، فهكذا ينبغي للمريد أن يعلم أن كل تصرف أشكل عليه صحته من الشيخ عند الشيخ فيه بيان وبرهان للصحة " باختصار .
وقال الشيخ أبو الحسن الششتري رضي الله عنه : "ولا يعترض على المشايخ فيما يصنعون فإنهم لا يتصرفون إلا عن إذن وبصيرة وليس هم مما يدخلون تحت جنس العالم الأول - أعني عالم الحجاب الذين لم يتشوفوا إلى عالم الملكوت ولم تفتق سماء عقولهم إلا بالظواهر خاصة - بل هم كائنون بائنون الحركات والسكنات والأجسام والأقوال واللسان والحروف المنطوق بها ،كل ذلك متجانس مع العامة وهم محجوبون عنهم من وجه آخر .ثم قال : فلا يعرف ما هم به وعليه إلاّ من كان منهم" .
فالأدب مع الشيخ هو عنوان الفلاح للمريد ومتى عدمه عطبت راحلته وكلت مطيّته ، ولا يعدمه إلاّ إذا خالف شيخه فى القول أو الفعل أو الحال معترضاً عليه إما ظاهراً أو باطناً . وقد علمتم أن مبدأ الفُرقة هو وجود المخالفة كما قال ولي الله تعالى سيدي أبو علي الدقاق رحمه الله تعالى.
قال تلميذه العارف بالله سيدي أبو القاسم القشيري رضي الله عنه : "يعني فمن كانت غيبته في الشيخ أقوى، وانحياشه أليه أكثر، وجمعه عليه أدوم، كان كذلك مع ربّه والله يعامل العبد على حسب ذلك وينزله حيث أنزله من نفسه كما ورد بذلك الخبر" باختصار.
والمقصود من هذا الأدب هو تربيته وجمع قلبه على شيخه بحيث يستغرق همه أجمع ولا يضره اعتقاده ذلك وإن لم يكن شيخه كذلك في نفس الأمر ما لم يخرجه إلى نقص المشايخ كما هو حال كثير من أهل هذا العصر. قال الشيخ أبو الحسن الششتري رضي الله عنه : "ولا ينبغي للمريد أن يعتقد أستاذاً وهو يجد في باطنه اعتقاد غيره أكثر منه فلا ينتفع بهما ويسلم له غلوه في شيخه ما لم ينتقص المشايخ أو يقع فيهم أو يخرجه الغلو لحد فاسد حتى يخرج شيخه عن طور البشرية" .
وبالجملة كلما انجمع قلب المريد على شيخه وكمال اعتقاده فيه لاحت عليه لوائح الطريق وظهرت منه أدلة التحقيق والعكس بالعكس والعلم كله لله .
ومما يجب عليك أيها المريد من الآداب مع الشيخ بعد سلب الإرادة إليه واعتقاده أن لا تعترض عليه في أقواله وأفعاله وأحواله وقتاً من الأوقات في ظاهرك وباطنك، ومتى اعترضت عليه ولو باطناً حصل لك الشتات في الدين والدنيا وطردت عن الوصول إلى منازل المقربّين طرد هجر وبُعْد قلباً وقالباً وهو أقوى في الطرد .
قال أستاذ التحقيق أبو القاسم القشيري رضي الله عنه : "وإن بقي من أهل السلوك قاصد لم يصل إلى مقصوده فليعلم أن موجب حجبه اعتراض خامر قلبه على بعض شيوخه في على بعض شيوخه في بعض أوقاته ، فإن الشيوخ بمنزلة السفراء للمريدين". فمن صحب شيخا ثم اعترض عليه بقلبه فقد نقض عهد الصحبة ووجبت عليه التوبة، على أن الشيوخ قالوا: عقوق الأستاذ لا توبة عنه.
قال شيخ الدنيا في العوارف بعد كلام على قوله تعالى: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ) [النساء: الآية 65] الآية ما نصه : وشرط عليهم التسليم وهو الانقياد ظاهراً ونفي الحرج وهو الانقياد باطناً ، وهذا شرط المريد مع الشيخ بعد التحكيم ، فلبس الخرقة يزيل اتهام الشيخ عن باطنه في جميع تصاريفه ويحذر الاعتراض على الشيوخ فإنه السم القاتل للمريدين ، وقل أن يكون مريد يعترض على الشيخ بباطنه فيفلح ويذكر المريد كلما أشكل عليه شيء من تصاريفالشيخ قصة موسى مع الخضر كيف كان تصدر من الخضر تصاريف ينكرها موسى ثم لما كشف له عن معناها بان لموسى وجه الصواب في ذلك ، فهكذا ينبغي للمريد أن يعلم أن كل تصرف أشكل عليه صحته من الشيخ عند الشيخ فيه بيان وبرهان للصحة " باختصار .
وقال الشيخ أبو الحسن الششتري رضي الله عنه : "ولا يعترض على المشايخ فيما يصنعون فإنهم لا يتصرفون إلا عن إذن وبصيرة وليس هم مما يدخلون تحت جنس العالم الأول - أعني عالم الحجاب الذين لم يتشوفوا إلى عالم الملكوت ولم تفتق سماء عقولهم إلا بالظواهر خاصة - بل هم كائنون بائنون الحركات والسكنات والأجسام والأقوال واللسان والحروف المنطوق بها ،كل ذلك متجانس مع العامة وهم محجوبون عنهم من وجه آخر .ثم قال : فلا يعرف ما هم به وعليه إلاّ من كان منهم" .