الذكر : وهو إذا أُطْلِقَ يَنْصَرِفُ لِذِكْرِ اللِّسَان ، وهو ركن قوي في طريق الوصول وهو منشور الولاية . "فمن ألهم الذكر فقد أعطي المنشور ، ومن سلب الذكر فقد عزل". فذكر العامة: باللسان. وذكر الخاصة: بالجنان. وذكر خاصة الخاصة: بالروح والسر ، وهو الشهود والعيان . فيذكر الله عند ذكر كل شيء ، وعلى كل شيء ، أي يعرف الله فيه . وهنا يخرس اللسان ويبقى كالمبهوت في محل العيان ، ويعد ذكر اللسان في هذا المقام ضعفا وبطالة.
الوقت : قد يطلقونه على ما يكون العبد عليه في الحال من قبض وبسط أو حزن أو سرور. وقال أبو علي الدقاق: " الوقت ما أنت عليه في الحال ، فإن كنت بالدنيا فوقتك الدنيا ، وإن كنت بالعقبى فوقتك العقبى" . يريد أن الوقت ما كان الغالب على الإنسان ، وقد يعنون به الزمان الذي بين الماضي والمستقبل .
الحال والمقام : الحال:" معنى يرد على القلب من غير تَعَمُّد ولا اجتلاب ، ولا تسبب ولا اكتساب ، من بسط أو قبض أو شوق أو انزعاج أو هيبة أو اهتياج" . ويظهر أثره على الجوارح قبل التمكين ، من شطح ورقص وسير وهُيام ؛ وهو أثر المحبة ، لأنها تحرك الساكن أولا ، ثم تسكن وتطمئن ؛ ولذا قيل فيها: أولها جنون ، ووسطها فنون ، وآخرها سكون . وقد يكتسب الحال بنوع ، كحضور حِلَق الذكر واستعمال السماع . وقد يطلب اكتسابه بخَرْق عوائد النفس حين يعتريها برودة وفتور، وفرق وحزن وكسل . فينبغي أن يتحرك في تسخينها بما يثقل عليها من خَرْقِ العَوائد ، وقد يطلق الحال على المقام فيقال: فلان صار عنده الشهود مثلا حالا .
وأما المقام : فهو ما يتحقق العبد بمنازلته واجتهاده من الأدب ، وما يتمكن فيه من مقامات اليقين ، بتكسُّب وتطلُّب . فمقام كل أحد موضعُ إقامتِهِ . فالمقامات تكون أولا أحوالا حيث لم يتمكن المريد منها ؛ لأنها تتحول ثم تصير مقامات بعد التمكين كالتوبة مثلا تحصُلُ ثم تنقصُ حتى تصير مقاماً وهي التوبة النصوح . وهكذا بقية المقامات وشرطه ألا يترقى مقاما حتى يستوفي أحكامه . فمن لا توبة له ، لا تصحُّ له إِنابة ، ومن لا إنابة لهُ ، لا تصحُّ له استقامته ، ومن لا ورع له لا يصح له زهدٌ ، وهكذا . وقد يتحقق المقام الأول بالثاني إذا تَرَقَّى عنه قبل إحكامه ، إن كان له شيخ كامل ، وقد يطوي عنه المقامات ويدسُّه إلى الفناء إن رآه أهلا بِتَوَقُّدِ قريحتِهِ وِرَّقِة فِطنتِهِ . فالأحوال مواهب ، والمقامات مكاسب ، هذا معنى المقام بفتح الميم . وأما (المُقام) بالضم فمعناه : الإقامة ولا يكمل لأحد منازلة مقام ، إلا بشهود إقامة الحق تعالى فيه.
الوقت : قد يطلقونه على ما يكون العبد عليه في الحال من قبض وبسط أو حزن أو سرور. وقال أبو علي الدقاق: " الوقت ما أنت عليه في الحال ، فإن كنت بالدنيا فوقتك الدنيا ، وإن كنت بالعقبى فوقتك العقبى" . يريد أن الوقت ما كان الغالب على الإنسان ، وقد يعنون به الزمان الذي بين الماضي والمستقبل .
يقولون : "الصُّوفي ابن وقته". يريدون: أنه مشتغل بما هو أولى به في الوقت . لا يُدَبِّرُ في مستقبل ولا ماضي ، بل يهمه ما هو فيه . وكل وقت له آداب يطلب فيه ، فمن أَخلَّ بأدبه ، مقته وقته ؛ ولذلك قيل : "الوقت كالسيف ، فمن لايَنَه سَلِم ومن خاشَنه قُصِم" . وملاينته القيام بأدبه ، فوقت القهرية آدابه الِّرضاَ والتسليم تحت مجاري الأقدار ، ووقت النعمة، آدابه الشكر، ووقت الطاعة ، آدابه شهود المنة من الله، ووقت المعصية آدابه التوبة والإنابة.
الحال والمقام : الحال:" معنى يرد على القلب من غير تَعَمُّد ولا اجتلاب ، ولا تسبب ولا اكتساب ، من بسط أو قبض أو شوق أو انزعاج أو هيبة أو اهتياج" . ويظهر أثره على الجوارح قبل التمكين ، من شطح ورقص وسير وهُيام ؛ وهو أثر المحبة ، لأنها تحرك الساكن أولا ، ثم تسكن وتطمئن ؛ ولذا قيل فيها: أولها جنون ، ووسطها فنون ، وآخرها سكون . وقد يكتسب الحال بنوع ، كحضور حِلَق الذكر واستعمال السماع . وقد يطلب اكتسابه بخَرْق عوائد النفس حين يعتريها برودة وفتور، وفرق وحزن وكسل . فينبغي أن يتحرك في تسخينها بما يثقل عليها من خَرْقِ العَوائد ، وقد يطلق الحال على المقام فيقال: فلان صار عنده الشهود مثلا حالا .
ومنه قول المجذوب:
حققتُ ما وجدت غيره وأَمْسيتُ في الحال هانِ
وقال أيضا: " من كانت بالله بدايته كانت إليه نهايته".
القبض والبسط : وهما حالتان بعد الترقي من حال الخوف والرجاء . فالقبض للعارف بمنزلة الخوف للطاّلب ، والبسط للعارف بمنزلة الرجاء للمريد.
القبض والبسط : وهما حالتان بعد الترقي من حال الخوف والرجاء . فالقبض للعارف بمنزلة الخوف للطاّلب ، والبسط للعارف بمنزلة الرجاء للمريد.
والفرق بين الخوف والقبض وبين الرجاء ، أن الخوف متعلقه بمستقبل : إما فوات محبوب ، أو هجوم محذور . بخلاف القبض فإنه معنى يحصلُ في القلب : إمَّا بسبب أو لا . وكذلك الرّجاء يكون لانتظار محبوب في المستقبل . والبسط شيء موهوب يحصل في الوقت . فحقيقة القبض انكماش وضيق يحصل في القلب يوجب السكون والهدوء . والبسط انطلاق وانشراح للقلب يوجب التحرك والانبساط .