آخر الأخبار

جاري التحميل ...

أعلام التصوف : أبو العباس بن عطاء الآدمي


عارف ورعه معروف، وزهده موصوف، وأعماله مبرورة ومجاهداته مشهورة، نعم. وكان ذا ديانة رست أطوادها، وصيانة أثمرت أعوادها، منزلته ثابتة الأساس، ورتبة عالية شامخة عند الناس، ولم يزل يدأب في الخدمة حتى كان يختم كل ليلة ختمة، صاحب الجنيد وغيره.


جاء في سير أعلام النبلاء : الزاهد العابد المتأله أبو العباس ، أحمد بن محمد بن سهل بن عطاء الأدمي البغدادي .
حدث عن : يوسف بن موسى القطان .
وعنه : محمد بن علي بن حبيش ، وقال : كان له في كل يوم ختمة ، وفي رمضان تسعون ختمة ، وبقي في ختمة مفردة بضع عشرة سنة يتفهم ويتدبر . وقال حسين بن خاقان : كان ينام في اليوم والليلة ساعتين ، مات في سنة تسع وثلاثمائة ، في ذي القعدة .
قلت : لكنه راج عليه حال الحلاج ، وصححه ، فقال السلمي : امتحن بسبب الحلاج ، وطلبه حامد الوزير وقال : ما الذي تقول في الحلاج؟ فقال : ما لك ولذاك ؟ عليك بما ندبت له من أخذ الأموال ، وسفك الدماء . فأمر به ، ففكت أسنانه ، فصاح : قطع الله يديك ورجليك . ومات بعد أربعة عشر يوما ، ولكن أجيب دعاؤه ، فقطعت أربعة حامد . قال السلمي : سمعت أبا عمرو بن حمدان يذكر هذا .

من أقواله :
  • قال : من ألزم نفسه آداب السنة عمر الله قلبه بنور المعرفة . 
  • قال : سبحان من فرق بين هذه المعاني في لطائفها، وبين هذه الأسامي في غوامضها. 
  • قال : علامة الصادق رضا القلب بالمكروه.
  • قال : علامة الولي أربعة: صيانة سره فيما بينه وبين الله، وحفظه جوارحه فيمابينه وبين أمر الله، واحتمال الأذى فيما بينه وبين الخلق ، ومدارات الخلق على تفاوت عقولهم.
  • قال : من شاهد الحق بالحق انقطعت عنه الأسباب كلها وما دام ملاحظا لشيء فهو غير مشاهد لحقيقة الحق وهذا مقام من صفت له الولاية فلم يحجب عنها لمنتهى والغاية .
  • قال : من ألزم نفسه آداب الشريعة نور الله قلبه بنور المعرفة، ولا مقام أشرف من مقام متابعة الحبيب صلى الله عليه وسلم في أوامره وأفعاله وأخلاقه.
  • قال : من تأدب بآداب الصالحين فإنه يصلح لبساطة الكرامة، ومن تأدب بآداب الأولياء فإنه يصلح لبساطة القربة، ومن تأدب بآداب الصِّديقين فإنه يصلح لبساطة المشاهدة، ومن تأدب بآداب الأنبياء فإنه يصلح لبساطة الأُنس والانبساط.
  • قال : أعظم الغفلة غفلة العبد عن ربه عز وجلّ وغفلته عن أوامره ونواهيه، وغفلته عن آداب معاملته.
  • قال : الإنصاف فيما بين الله وبين العبد ثلاثة: في الاستعانة، والجُهد، والأدب. فمن العبد الاستعانة، ومن اللّه القربة. ومن العبد الجهد، ومن اللّه التوفيق. ومن العبد الأدب، ومن اللّه الكرامة.
  • سئل : إلى ما تسكن قلوب العارفين؟ قال: إلى "بسم الله الرحمن الرحيم "؛ لأن في بسم الله هيبته، وفي اسمه الرحمن عونه ونصرته، وفي الرحيم محبته ومودته .
  • سئل عن حديث "طلب العلم فريضة" فقال : علم الحال وعلم الوقت ، وعلم السر في جهل الوقت ، فمن لم يعلم ذلك فقد جهل العلم الذي أمر به .
توفي في ذي القعدة سنة تسع وثلاث مائة رحمه الله.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية