آخر الأخبار

جاري التحميل ...

من أقوال الشيخ أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه


  •  عليك بالاستغفار وإن لم يكن هناك ذنب، واعتبر باستغفار النبي صلى الله عليه وسلم بعد البشارة واليقين بمغفرة ما تقدم من ذنبه، وما تأخر هذا في معصوم لم يقترف ذنباً قط وتقدس عن ذلك فما ظنك بمن لا يخلو عن العيب، والذنب في وقت من الأوقات.
  • إذا عارض كشفك الكتاب، والسنة فتمسك بالكتاب، والسنة ودع الكشف، وقل لنفسك إن الله تعالى قد ضمن لي العصمة في الكتاب، والسنة، ولم يضمنها لي في جانب الكشف ولا الإلهام، ولا المشاهدة مع أنهم أجمعوا على أنه لا ينبغي العمل بالكشف، ولا الإلهام، ولا المشاهدة إلا بعد عرضه على الكتاب والسنة .
  • إذا جاذبتك هواتف الحق فإياك أن تستشهد بالمحسوسات على الحقائق الغيبيات وتردها فتكون من الجاهلين، واحذر أن تدخل في شيء من ذلك بالعقل.
  • إذا عرض عارض يصدك عن الله فاثبت قال الله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً لعلكم نفلحون " " الأنفال: 45 ".
  • كل علم يسبق إليك فيه الخواطر، وتميل إليه النفس، وتلذ به الطبيعة فارم به وإن كان حقاً وخذ بعلم الله الذي أنزله على رسوله، واقتد به، وبالخلفاء، والصحابة، والتابعين من بعده وبالأئمة الهداة المبرئين عن الهوى، ومتابعته تسلم من الشكوك، والظنون، والأوهام، والدعاوي الكاذبة المضلة عن الهدى وحقائقه، وماذا عليك أن تكون عبد الله، ولا علم، ولا عمل، وحسبك من العلم العلم بالوحدانية، من العمل محبة الله، ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومحبة الصحابة، واعتقاد الحق للجماعة قال رجل: " متى الساعة يا رسول الله؟ قال: ما أعددت لها قال لا شيء إلا أني أحب الله ورسوله فقال: المرء مع من أحب ".
  • لا تجد الروح، والمدد ويصح لك مقام الرجال حتى لا يبقى في قلبك تعلق بعلمك، ولا جدك، ولا اجتهادك، وتيأس من الكل دون الله تعالى.
  • من أحصن الحصون من وقوع البلاء على المعاصي والاستغفار قال الله تعالى: "وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ " " الأنفال: 33 ".
  • إذا ثقل الذكر على لسانك، وكثر اللغو في مقالك، وانبسطت الجوارح في شهواتك، وانسد باب الفكرة في مصالحك فاعلم أن ذلك من عظيم أوزارك أو لكون إرادة النفاق في قلبك، وليس لك طريق إلا الطريق، والإصلاح، والاعتصام بالله والإخلاص في دين الله تعالى ألم تسمع إلى قوله تعالى: " إِلا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ" ولم يقل من المؤمنين، فتأمل هذا الأمر إن كنت فقيهاً.
  • ارجع عن منازعة ربك تكن موحداً، واعمل بأركان الشرع تكن سنياً، واجمع بينهما تكن محققاً.
  • من أحب أن لا يعصي الله تعالى في مملكته فقد أحب أن لا تظهر مغفرته، ورحمته وأن لا يكون لنبيه صلى الله عليه وسلم شفاعة.
  • لا تشم رائحة الولاية، وأنت غير زاهد في الدنيا وأهلها.
  • أسباب القبض ثلاثة : ذنب أحدثته أو دنيا ذهبت عنك أو شخص يؤذيك في نفسك أو عرضك فإن كنت أذنبت فاستغفر، وإن كنت ذهبت عنك الدنيا فارجع إلى ربك، وإن كنت ظلمت فاصبر، واحتمل هذا دواؤك، وإن لم يطلعك الله تعالى على سبب القبض فاسكن تحت جريان الأقدار فإنها سحابة سائرة.
  • رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله ما حقيقة المتابعة؟ فقال رؤية المتبوع عند كل شيء، ومع كل شيء وفي كل شيء.
  • من أراد عز الدارين فليدخل في مذهبنا يومين ققال: له القائل كيف لي بذلك قال: فرق الأصنام عن قلبك، وأرح من الدنيا بدنك ثم كن كيف شئت فإن الله تعالى لا يعذب العبد على مد رجليه مع استصحاب التواضع للاستراحة من التعب، وإنما يعذبه على تعب يصحبه التكبر.
  • ليس هذا الطريق بالرهبانية، ولا بأكل الشعير، والنخالة، وإنما هو بالصبر على الأوامر واليقين في الهداية قال تعالى: " وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ " .
  • الزم جماعة المؤمنين، وإن كانوا عصاة فاسقين، وأقم عليهم الحدود، واهجرهم لهم رحمة بهم لا تعززا عليهم، وتقريعاً لهم.
  • الصادق الموقن لو كذبه أهل الأرض لم يزدد بذلك إلا تمكيناً.
  • لا تعطي الكرامات من طلبها، وحدث بها نفسه، ولا من استعمل نفسه في طلبها، وإنما يعطاها من لا يرى نفسه، ولا عمله، وهو مشغول بمحاب الله تعالى ناظر لفضل الله آيس من نفسه، وعمله، وقد تظهر الكرامة على من استقام في ظاهره، وإن كانت هناة النفس في باطنه كما وقع للعابد الذي عبد الله في الجزيرة خمسمائة عام فقيل له أدخل الجنة برحمتي فقال بل بعملي.
  • ما ثم كرامة أعظم من كرامة الإيمان ومتابعة السنة فمن أعطيهما وجعل يشتاق إلى غيرهما فهو عبد مفتر كذاب أو ذو خطأ في العلم بالصواب كمن أكرم بشهود الملك فاشتاق إلى سياسة الدواب وكل كرامة لا يصحبها الرضا من الله وعن الله والمحبة لله فصاحبها مستدرج مغرور أو ناقص هالك مثبور . 
  • من أقبل على الخلق الإقبال الكلي قبل بلوغ درجات الكمال سقط من عين الله تعالى فاحذروا هذا الداء العظيم فقد تعلق به خلق كثير، وقنعوا بالشهرة، وتقبيل اليد فاعتصموا بالله يهدكم الله إلى الطريق المستقيم .
  • لا أجر لمن أخذ الأجر، والرشا على الصلاة، والصيام وتنعم بمطامح تلك الأبصار عند إطراق الرءوس، والاشتغال بالأذكار، وجناية هؤلاء بالإضافات، ورؤية الطاعات أكثر من جناياتهم بالمعاصي، وكثرة المخالفات وحسبهم ما يظهر من الطاعات، وإجابة الدعوات، والمسارعة إلى الخيرات، ومن أبغض الخلق إلى الله تعالى من تملق إليه في الأسحار بالطاعات ليطلب مسرته بذلك قال تعالى: "فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ" .
  • إذا أهان الله عبداً كشف له حظوظ نفسه وستر عنه عيوب دينه فهو يتقلب في شهواته حتى يهلك، ولا يشعر.
  • من الأولياء من يسكر من شهود الكأس، ولم يذق بعد شيئاً فما ظنك بعد ذوق الشراب وبعد الري؟ واعلم أن الري قل من يفهم المراد به فإنه مزج الأوصاف بالأوصاف والأخلاق بالأخلاق والأنوار بالأنوار والأسماء بالأسماء، والنعوت بالنعوت، والأفعال بالأفعال، وأما الشرب فهو سقيا القلب والأوصال، والعروق من هذا الشراب حتى يسكر، وأما الكأس فهو معرفاً الحق التي يعرف بها من ذلك الشراب الطهور المخلص الصافي لمن شاء من عباده المخصوصين فتارة يشهد الشارب تلك الكأس صورة، وتارة يشهدها معنوية، وتارة يشهدها علمية فالصورة حظ الأبدان، والأنفس، والمعنوية حظ القلوب، والعقول والعلمية حظ الأرواح، والأسرار فيا له من شراب ما أعذبه فطوبى لمن شرب منه ودام وأطال في معنى ذلك.
  • إننا لننظر إلى الله تعالى ببصائر الإيمان، والإيقان فأغنانا بذلك عن الدليل، والبرهان، وصرنا نستدل به تعالى على الخلق هل في الوجود شيء سوى الملك المعبود الحق فلا نراه، وإن كان، ولا بد من رؤيتهم فتراهم كالهباء في الهواء إن مسستهم لم تجد شيئاً.
  • من ادعى فتح عين قلبه وهو يتصنع بطاعة الله تعالى أو يطمع فيما في أيدي خلق الله تعالى فهو كاذب.
  • التصوف تدريب النفس على العبودية، وردها لأحكام الربوبية.
  • الصوفي يرى وجوده كالهباء في الهواء غير موجود ولا معدوم حسب ما هو عليه في علم الله.
  • الحقائق هي المعاني القائمة في القلوب، وما اتضح لها، وانكشف من الغيوب وهي منح من الله تعالى، وكرامات، وبها وصلوا إلى البر، والطاعات ودليلها قوله لحارثة كيف أصبحت؟ قال أصبحت مؤمناً حقاً ... الحديث.
  • حقيقة زوال الهوى من القلب حب لقاء الله تعالى في كل نفس من غير اختبار حالة يكون المرء عليها.
  • لن يصل العبد إلى الله وبقي معه شهوة من شهواته، ولا مشيئة من مشيئاته.
  • الأولياء يغنون عن كل شيء بالله تعالى وليس لهم معه تدبير، ولا اختيار: والعلماء يدبرون، ويختارون، وينظرون، ويقتبسون، وهم مع عقولهم، وأوصالهم دائمون، والصالحون، وإن كانت أجسادهم معرسة ففي أسرارهم الكزازة، والمنازعة ولا يصلح شرح أحوالهم إلا لولي في نهايته فحسبك ما ظهر من صلاحهم، واكتف به عن شرح ما بطن من أحوالهم.
  • لا تختر من الأمر شيئاً، واختر أن لا تختار، وفر من ذلك المختار فرارك من كل شيء إلى الله تعالى: "وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ " وكل مختارات الشرع وترتيباته فهي مختار الله ليس لك منه شيء، وبد لك منه، واسمع، وأطع، وهذا موضع الفقه الرباني والعلم الإلهي وهي أرض لعلم الحقيقة المأخوذة عن الله تعالى لمن استوى فافهم.
  • كل ورع لا يثمر لك العلم والنور فلا تعد له أجراً وكل سيئة يعقبها الخوف، والهرب إلى الله تعالى فلا تعد لها وزراً .
  • مراكز النفس أربعة : مركز للشهوة في المخالفات، مركز للشهوة في الطاعات، ومركز في الميل إلى الراحات، ومركز في العجز عن أداء المفروضات " فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ " ( التوبة: 5 ) الآية.
  • إن من أعظم القربات عند الله تعالى مفارقة النفس بقطع إرادتها، وطلب الخلاص منها بترك ما تهوى لما يرجى من حياتها.
  • إن من أشقي الناس من يحب أن يعامله الناس بكل ما يريد، وهو لا يجد من نفسه بعض ما يريد، وطالب نفسك بإكرامك لهم، ولا تطالبهم بإكرامهم لك لا تكلف إلا نفسك.
  • قد يئست من منفعة نفسي لنفسي فكيف لا أيأس من منفعة غيري لنفسي، ورجوت الله لغيري فكيف لا أرجوه لنفسي.
  • لا كبيرة عندنا أكبر من اثنتين حب الدنيا بالإيثار، والمقام على الجهل بالرضا لأن حب الدنيا رأس كل خطيئة، والمقام على الجهل أصل كل معصية.
  • إن أردت أن تصح على يديك الكيمياء فأسقط الخلق من قلبك، واقطع الطمع من ربك أن يعطيك غير ما سبق لك ثم أمسك ما شئت يكون كما تريد.
  • إن أردت أن تكون مرتبطاً بالحق فتبرأ من نفسك، واخرج عن حولك وقوتك.
  • أربع لا ينفع معهم علم حب الدنيا، ونسيان الآخرة، وخوف الفقر وخوف الناس .
  • أصدق الأقوال عند الله تعالى قول لا إله إلا الله على النظافة، وأدل الأعمال على محبته تعالى لك بغض الدنيا، واليأس من أهلها على الموافقة .
  • خصلة واحدة إذا فعلها العبد صار إمام الناس من أهل عصره، وهي الإعراض عن الدنيا، واحتمال الأذى من أهلها.
  • إياك أن تقف مع الخلق بل انف المضار، والمنافع عنهم لأنها ليست منهم، واشهدها من الله فيهم، وفر إلى الله منهم بشهود القدر الجاري عليك، وعليهم أو لك، ولهم ولا تخف خوفاً تغفل به عن الله تعالى، وترد القدر إليهم تهلك.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية