فإذا عرفت هذا فليكن المرید مع شيخه كماهومع نبيه صلى الله عليه وسلم في التعظيم والمحبة والاستمداد والانقطاع إليه بالقلب، فلا یعادل به غيره في هذه الأمور ولا یشارك غيره .
ومن أكبر القواطع عن الله أن ینسب ما عنده من الفتح والأسرار لغير شيخه ، وذلك لأن الأنوار الإلهية الواردة على العبد بالأسرار والأحوال والمعارف والعلوم والترقي في المقامات كل نور منها یحن إلى مركزه ، وهذه الحضرة الإلهية التي منها برز وفيها نشأ ، فلكل شيخ من أهل الله حضرة لا یشترك فيها مع غيره، فإذا ورد نور بأمر من الأمور التي ذكرناها ونسب إلى غير تلك الحضرة من الحضرات الإلهية ، اغتاظ ذلك النور وطار ورجع إلى محله . وصورة ذلك فينسب الحكمة الإلهية ، أن الله قضى في كتابه بنسبة كل والد إلى أبيه ، قال تعالى : " ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ " ، فمن نسب نورا إلى غير محله من الحضرة الإلهية فقد أساء الأدب في حضرة الحق وكذب على الله ، والحضرة لا تحتمل الكذب، فلذا یطرد ویسلب والعياذ بالله .
** ** **