آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الشروط الجامعة بين الشيخ ومريده

الشروط الجامعة بين الشيخ ومريده

من أكبر الشروط الجامعة بين الشيخ ومریده ، هو أن لا یشارك في محبته غيره، ولا في تعظيمه ولا في الاستمداد منه ولا في الانقطاع إليه بقلبه . ونتأمل ذلك في شریعته صلى الله عليه وسلم ، فإن من ساوى رتبة نبيه صلى الله عليه وسلم مع رتبة غيره من النبيئين والمرسلين في المحبة والتعظيم والاستمداد والانقطاع إليه بالقلب والتشریع ، فهو عنوان على أنه یموت كافرا إلا أن تدركه عنایة إلهية بسبق محبة ربانية . 

فإذا عرفت هذا فليكن المرید مع شيخه كماهومع نبيه صلى الله عليه وسلم في التعظيم والمحبة والاستمداد والانقطاع إليه بالقلب، فلا یعادل به غيره في هذه الأمور ولا یشارك غيره .

 ومن أكبر القواطع عن الله أن ینسب ما عنده من الفتح والأسرار لغير شيخه ، وذلك لأن الأنوار الإلهية الواردة على العبد بالأسرار والأحوال والمعارف والعلوم والترقي في المقامات كل نور منها یحن إلى مركزه ، وهذه الحضرة الإلهية التي منها برز وفيها نشأ ، فلكل شيخ من أهل الله حضرة لا یشترك فيها مع غيره، فإذا ورد نور بأمر من الأمور التي ذكرناها ونسب إلى غير تلك الحضرة من الحضرات الإلهية ، اغتاظ ذلك النور وطار ورجع إلى محله . وصورة ذلك فينسب الحكمة الإلهية ، أن الله قضى في كتابه بنسبة كل والد إلى أبيه ، قال تعالى : " ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ " ، فمن نسب نورا إلى غير محله من الحضرة الإلهية فقد أساء الأدب في حضرة الحق وكذب على الله ، والحضرة لا تحتمل الكذب، فلذا یطرد ویسلب والعياذ بالله .
**   **   **

روض المحب الفاني

 فيما تلقيناه من سيدي أبي العباس التجاني

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية