آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الخوف من القطيعة بين المريد وشيخ الطريقة


الخوف من القطيعة بين المريد وشيخ الطريقة
  
الأمور التي تكون سبباً لطرد المريد عن الشيخ منها الأغراض، ومنها الاعتراض بالقلب واللسان، ومنها كزازة المريد من ظهور بشرية الشيخ بأمر لا يطابق المعرفة ، ومنها سقوط حرمته عن القلب.
فأما الأغراض سواء كانت دنيوية أو أخروية،وذلك أنّ الشيخ لا يُصحب ولا يُعرف إلاّ لله عزّ وجلّ لا لشيء سواه . وهي ، يعني الصحبة ، في أمرين : إمّا أن يواليه لله تعالى بأنْ يقول : هذا وليّ الله وأنا أواليه لله ، وسرّ ذلك في قوله صلّى لله عليه وسلّم مخبرا عن الله « من عادى لي وليّا فقد آذنته بالحرب » ، وفي طيِّه « مَن والى لي وليّا لأجل أنّه وليّ ، إصطفيته واتّخذته وليّا » . وهذا هو السرّ الأكبر الجاذب للمريد إلى حضرة الله تعالى .

والأمر الثاني : أن يعلم أنّ الشيخ مِن عبيد الحضرة ، ويعلم ما يجب للحضرة من الأدب ، وما يفسد المرء فيها من الأوطار والأرب . فإذا علم هذا يصحبُه ليدّله على الله تعالى وعلى ما يقرّبه منه . والصحبة في هذين الأمرين لا غير ، ومَن صحب لغيرهما خسر الدنيا والآخرة .
فاذا عرفتَ هذا فاعرف أنّ الربّ سبحانه وتعالى يُعبد لا لغرض بل لكونه إلَهاً يستحقّ الألوهية والعبودية لذاته لِمَا هو عليه مِن محامد الصفات العليّة والأسماء البهيّة ، وهذه هي العبادة العليا . وكذلك الشيخ يُصحب لا لغرض ، بل لتجلبه موالاته إلى ولاية الله تعالى رضي الله تعالى ، ويتعرّف منه الآداب المرْضيّة ، وما يُشين العبد في حضرة الله تعالى .
روض المحب الفاني
فيما تلقيناه من سيدي أبي العباس التجاني

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية