الأمور التي تكون سبباً لطرد المريد عن الشيخ منها الأغراض، ومنها الاعتراض بالقلب واللسان، ومنها كزازة المريد من ظهور بشرية الشيخ بأمر لا يطابق المعرفة ، ومنها سقوط حرمته عن القلب.
فأما الأغراض سواء كانت دنيوية أو أخروية،وذلك أنّ الشيخ لا يُصحب ولا يُعرف إلاّ لله عزّ وجلّ لا لشيء سواه . وهي ، يعني الصحبة ، في أمرين : إمّا أن يواليه لله تعالى بأنْ يقول : هذا وليّ الله وأنا أواليه لله ، وسرّ ذلك في قوله صلّى لله عليه وسلّم مخبرا عن الله « من عادى لي وليّا فقد آذنته بالحرب » ، وفي طيِّه « مَن والى لي وليّا لأجل أنّه وليّ ، إصطفيته واتّخذته وليّا » . وهذا هو السرّ الأكبر الجاذب للمريد إلى حضرة الله تعالى .
والأمر الثاني : أن يعلم أنّ الشيخ مِن عبيد الحضرة ، ويعلم ما يجب للحضرة من الأدب ، وما يفسد المرء فيها من الأوطار والأرب . فإذا علم هذا يصحبُه ليدّله على الله تعالى وعلى ما يقرّبه منه . والصحبة في هذين الأمرين لا غير ، ومَن صحب لغيرهما خسر الدنيا والآخرة .
والأمر الثاني : أن يعلم أنّ الشيخ مِن عبيد الحضرة ، ويعلم ما يجب للحضرة من الأدب ، وما يفسد المرء فيها من الأوطار والأرب . فإذا علم هذا يصحبُه ليدّله على الله تعالى وعلى ما يقرّبه منه . والصحبة في هذين الأمرين لا غير ، ومَن صحب لغيرهما خسر الدنيا والآخرة .
فاذا عرفتَ هذا فاعرف أنّ الربّ سبحانه وتعالى يُعبد لا لغرض بل لكونه إلَهاً يستحقّ الألوهية والعبودية لذاته لِمَا هو عليه مِن محامد الصفات العليّة والأسماء البهيّة ، وهذه هي العبادة العليا . وكذلك الشيخ يُصحب لا لغرض ، بل لتجلبه موالاته إلى ولاية الله تعالى رضي الله تعالى ، ويتعرّف منه الآداب المرْضيّة ، وما يُشين العبد في حضرة الله تعالى .
روض المحب الفاني
فيما تلقيناه من سيدي أبي العباس التجاني
روض المحب الفاني
فيما تلقيناه من سيدي أبي العباس التجاني