آخر الأخبار

جاري التحميل ...

من أجوبة فقهاء وعلماء في الجهر بالذكر

الحمد لله؛ الجهرُ بالذكر مطلوب، مرغَّبٌ فيه محبوب، بنص الصادق المأمون : "اذكروا الله حتى يقولوا مجنون".

   والذاكر في نفسه المُسرُّ عن أبناء جنسه، لا يتأثر رميُه لذكره بالجنون؛ إذ لا يعلم أحد سرّه المكنون، فلا يحصل امتثال شريف هذا الأمر، إلا برفيع الصوت وشريق الجهر، والخروج فيه عن المعتاد المألوف، حتى يصل في اعتقاد أهل الانتقاد إلى رتبة المنكَر ويتنصل من درجة المعروف، وإنشاد كلام العارفين، لتذكير نفوس المحبين، منتظم في سلك :(وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ).

    فمُنكر هذين على أهل السلوك، من أهل الوساوس والشكوك، أو صاحب هوى مبتدع، حائد برأيه غير متبع. وقوله :"إنكم تدْعون سميعاً؛ فلا حاجة لرفع الصوت"مسَلَّمُ المقدمتين، لكنه حق قد أريد به الباطل والبهتان المبين. إذا لم يدّعِ الذاكرُ الجاهرُ صممَ الإله، ولا حاجة لرفع صوته لنحو تلاه.

    فإن أراد : لا حاجة للذاكر. فهو محجوج بحاجة امتثال الأوامر، وكأنه تشبث، وما درى ب "أنكم لا تدعون أصم ولا غائبا" من أفضل الورى عليه الصلاة والسلام وعلى آله وأصحابه الكرام. وترك آخر الحديث"ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ". بمعنى : أرفقوا بها، المشير لعلة الإضرار، ولولاها ما أمر ولا نهى. وأرواح المحبين تحِنُّ أبداً إلى الأنين، بل يحقُّ لها البكاء والعويل، إذ لا تشبع بقليل بدل جليل".

   فرفع الأصوات بذكر المحبوب، أمس وأولى من بكاء على فوات المطلوب، وشغل للأسماع عن ترهات الأقوال، حتى يصل الذاكر بصرف جوارحه وحواسه إلى المقام العالي، ولذا أمر بسد العينين وتضييق المجاري، وسهر الليل وتركِ الأنام وما هو بينهم من الكلام سائر ساري جاري. فلا يجاب هذا المعارض لما رام، بل يُزجر، ويُكَفُّ عنه والسلام.

كتبه الفقير إلى ربه الجاني : إبراهيم السقا الشافعي، الخطيب بالأزهر

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية