آخر الأخبار

جاري التحميل ...

مفتاح الفلاح ومصباح الأرواح في ذكر الله الكريم الفتاح - 3

ورزق الظاهربحركات الأجسام ورزق الباطن بحركات القلوب ورزق الأسرار بالسكون ورزق العقول بالفناء عن السكون حتى يكون العبد ساكناً لله مع الله ، وليس في الأغذية قوت للأرواح وإنما هي غذاء الأشباح ، وقوت الأرواح والقلوب ذكر الله علام الغيوب قال الله تعالى :(الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) فإذا ذكرت الله تعالى ، ذكر معك كل من يسمعك لأنك تذكر بلسانك ثم بقلبك ثم بنفسك ثم بروحك ثم بعقلك ثم بسرك ذلك في الذكر الواحد فإذا ذكرت الله تعالى بلسانك ذكر مع ذكر لسانك الجمادات كلها وإذا ذكرت بقلبك ذكر مع قلبك الكون وما فيه من عوالم الله ، وإذا ذكرت بنفسك ذكر معك السموات ومن فيها وإذا ذكرت بروحك ذكر معك الكرسي ومن فيه من عوالمه وإذا ذكرت بعقلك ذكر معك حملة العرش ومن طاب به من الملائكة الكروبيين (أي الملائكه المقربين) والأرواح المقربين وإذا ذكرت بسرك ذكر معك العرش بجيمع عوالمه إلى ان يتصل الذكر بالذات .
تتمة : النفس: هو الجوهر البخاري اللطيف الحامل لقوة الحياة والحس والحركة الإرادية وسماها الحكيم ( الترمذي) الروح الحيوانية وهي الواسطة بين القلب الذي هو النفس الناطقة وبين البدن ، قيل : وهي المشار إليها في القرآن العزيز بالشجرة الزيتونة الموصوفه بكونها مباركة لا شرقية ولا غربية لازدياد رتبة الإنسان وتزكيته بها ، ولكونها ليست من شرق عالم الأرواح المجردة ، ولا من غرب الأجساد الكثيفه وهي أمارة ، لوامة ، ومطمئنه ، فالنفس الأمارة بالسوء : هي التي تميل إلى الطبيعة البدنية وتأمر باللذات والشهوات الحسية وتجذب القلب الى الجهة السفلية وهي مأوى الشر ومنبع الاخلاق الذميمة والافعال السيئة وهي نفس العامة وهي مظلمة . والذكر لها (اي للنفس الامارة بالسوء) كالسراج الموقد في البيت المظلم ، والنفس اللوامة : وهي التي تنورت بنور القلب تنوراً ما ، قدر ما تنبهت به عن سنة الغفلة فتيقظت وبدأت بإصلاح حالها مترددة بين جهتي الربوبيه والخلقية ، وكلما صدر منها سيئة بحكم جبلتها الظلمانية وسجيتها تداركها نور التنبية الالهي فأخذت تلوم نفسها وتتوب عنها مستغفرة راجعة الى باب الغفور الرحيم فلهذا نوره الله بذكرها بالإقسام بها في قوله تعالى (لآ اقسم بيوم القيامة ولآ اقسم بالنفس اللوامة) وكأنها تبصر كأنها في بيت ملآن من كل مذموم كنجاسة وكلب وخنزير وفهد ونمر وفيل ، فتجتهد في إخراجها من بعد أن تلطخت بأنواع النجاسات وتجرحت من انواع السباع فتلازم الذكر والانابة حتى يظهر سلطان الذكر عليهم فيخرجهم ثم يقرب من الظلمانية فلا تزال تجتهد في جمع أثاث البيت حتى يتزين البيت بإنواع المحمودات فيتجلى بها ، ويصلح البيت لنزول السلطان فيه ، فإذا نزل فيه السلطان وتجلى الحق عادت مطمئنه وهي التي تم تنورها بنور القلب حتى انخلعت عن صفاتها الذميمه وتخلقت بالاخلاق الحميدة وتوجهت الى جهة القلب بالكلية متابعة له في الترقي الى جنات عالم القدس منزهة عن جانب الرجس مواظبة على الطاعات ساكنة الى حضرة رفيع الدرجات حتى خاطبها ربها بقوله (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي).


التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية