آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شرح الحكم الغوثية :تَوَكَّلْ عَلَى الله حَتَّى يكُونُ الغَالِبُ عَلَيْكَ ذِكْرُهُ عَلَى ذِكْرِكَ

(تَوَكَّلْ عَلَى الله حَتَّى يكُونُ الغَالِبُ عَلَيْكَ ذِكْرُهُ عَلَى ذِكْرِكَ ، فَإِنَّ الخَلْقَ لَنْ يَغْنُوا عَنْكَ ِمنَ الله شَيْئاً)


توكل أيها المريد على الله في أمورك ، واسلب له الإرادة في شؤونك ، واشتغل بذكره وتسبب في قربه حتى يصير ذكرك له غالبا على ذكرك لنفسك بسب امتزاجه بلبك ودمك ولحمك . فإذا تحقق لك ذلك يكون دليلا على قربك من الله ، حيث أجرى ذكره على لسانك ، بل حتى برز من قلبك بدون تكلف منك . قال في الحكم العطائية : "أكرمك بكرامات ثلاثة : جعلك ذاكراً له ، ولولا فضله لم تكن أهلا لجريان ذكره عليك ، وجعلك مذكوراً عنده فتمم نعمته عليك" . وإذا لم تتوكل أيها المريد عليه وتغيب في ذكره عن ذكرك ، وتسير على هذا المنوال بل استبدلت ذكره بذكر ما سواه كائناً مَنْ كان فإنك تُهلك ، لأن الخَلق لا يغنوا عنك مِن الله شيئاً ، وكفى بكَ جهلاً أن تتعلَّق بمَن هو أحوَج منكَ ، أي شيء ينفعك الخلق وهم مخلوقون مثلك ، وهل يستطيع يرفع عنك ما نزل بك مَنْ لم يستطيع أن يرفع عن نفسه ما نزل به "إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ" ، "أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ" . قال بعضهم :"من شهد الخلق لا فعل لهم فقد فاز ، ومن شهدهم لا حياة لهم فقد حاز، ومن شهدهم عين القدم فقد وصل" . وقد قلت :
توكل على الإله في كل حالة 
وإياك والمخلوق تركن لفعله 

فإن الناس أموات كلا فما ترى 
عاجز ومضطرب فقير في نفسه 


التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية