يحكى أن سبب دخول العارف بالله سيدي أحمد العلوي في طريق القوم واتجاهه نحو التصوف، والذي أصبح فيما بعد من ساداتهم هو اتصاله بالعارف بالله سيدي محمد البوزيدي المعروف "بسيدي حمو الشيخ" المستغانمي منشأ ودارا، الدرقاوي نسبة ومشربا، فقال له: بلغني أنك تأخذ الحية ولا تخشى من لسعها، فقلت له: نعم هكذا كنت، قال لي: هل يمكنك الآن أن تأتيني بواحدة فتأخذها بحضرتنا؟ قلت: نعم متيسر، وذهبت إلى خارج البلد وبعد ما مرّ نصف يوم لم أجد إلا واحدة صغيرة الجرم يقرب طولها من نصف ذراع، فجئته بها ووضعتها بين يديه وأخذت أقلبها كما هي عادتي وهو ينظر رضي الله عنه إلى ذلك، ثم قال لي: هل تستطيع أن تأخذ غير هاته الحية مما هي أكبر منها جرما؟ فقلت له: إنها عندي على السواء، فقال لي: ها أنا أدلك على واحدة أكبر وأشد منها بأسا فإن أمسكتها فأنت الحكيم، فقلت له: فأين هي؟ فقال لي: هي نفسك التي بين جنبيك، فإن سمها أشد من سم الحية، فإن أمسكتها وتصرفت فيها فأنت الحكيم، ثم قال لي: اذهب فافعل بهاته الحية ماهي عادتك أن تفعل بها ولا تعد لمثل هذا، فخرجت من عنده وأنا أتخيل في شأن النفس وكيف يكون سمها أشد بأساً من سُم الحية.