فأدم قرع الباب، واستعن على نفسك ، بالالتجاء إلى الكريم الوهّاب، لتكون من جملة الأحباب. وأدم التعرُّض لنفحات ربّك، وإن تحقّقت بكمال قربك ، فإن التعرُّض اعتراف بالحاجة.
والأُدباء من أهل الله تعالى ، لا يزالون يشهدون البعد في عين القرب، تأدّباً مع الحضرة الإلهيّة، وقياماً بصفة العبوديّة.
فمن أراد السعادة الأبديّة والسِّيادة السَّرمديَّة ، فلْيجعل الأدب أمامه، والمشيئةَ وراءَه ، والإقبالَ على مولاه الكريم امتثالاً لأمره، وقياماً بشكره ، بواجب .
نسأله أن يرزقنا دوام التوفيق ، وأن يهدينا إلى سواء الطّريق ، إنه الفتّاح العليم ، المنّان الكريم ، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليِّ العظيم .
** ** **
سيدي عبد القادر الجيلاني