آخر الأخبار

جاري التحميل ...

معرفة وحدة الوجود

يقول الشيخ عبد الغني النابلسي :

   اعلم أنه ليس المراد بوحدة الوجود خلاف ما عليه أئمة الإسلام، بل المراد بذلك ما اتفق عليه جميع الخاص والعام، وما هو معلوم من الدين بالضرورة، من غير إنكار أصلاً من مؤمن ولا كافر، ولا يتصور فيه إنكار عند العقلاء من الأنام.  
   إن جميع العوالم كلها على اختلاف أجناسها وأنواعها وأشخاصها موجودة من العدم بوجود الله تعالى، لا بنفسها، محفوظ عليها الوجود في كل لمحة بوجود الله تعالى لا بنفسها وإذا كانت كذلك الوجود في كل لمحة بوجود الله تعالى لا بنفسها ، وإذا كانت كذلك فوجودها الذي هي موجودة به في كل لمحة ، هو وجود الله تعالى ، لا وجود آخر غير وجود الله تعالى مصداقا لقوله تعالى :"اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ".
   فالعوالم كلها من جهة نفسها معدومة بعدمها الأصلي ، وأما من جهة وجود الله تعالى فهي موجودة بوجود الله تعالى ، فوجود الله تعالى ووجودها الذي هي موجودة به وجود واحد، وهو وجود الله تعالى فقط، وهي لا وجود لها من جهة نفسها أصلاً ، وليس المراد بوجودها الذي هو وجود الله تعالى عين ذاتها وصورها، بل المراد ما به ذواتهاوصورها ثابتة في أعيانها، وما ذلك إلا وجود الله تعالى بإجماع العلماء العقلاء منها ، وأما ذواتها وصورها من حيث هي في نفسها مع قطع النظر عن إيجاد الله تعالى لها بوجوده سبحانه، فلا وجود لأعيانها أصلا  .

ويقول الشيخ عبد القادر الجزائري :

   لما كانت حقائق الممكنات المسماة بالأعيان الثابتة ما برحت معلومة، ما شمت رائحة من الوجود، الذي يقال فيه وجود خارجي ، كان كل ما يقع عليه إدراك بأي مدرك كان إنما هو الوجود الحق ظاهراً بأحوال الممكنات ونعوتها وصفاتها ، وهي كلها أمور اعتبارية كالنسب والإضافات عند المتكلمين ، ولذا قال السادة بوحدة الوجود، كشفاً وعقلاً،وهو حقيقة واحدة لا تتعدد ولا تتجزأ ولا تتبعض ، وما لا وجود له لا شيء له منم توابع الوجود من كلام وسمع وبصر وقدرة وعلم وغير ذلك .

ويقول سعيد النورسي :

   نعتبر وحدة الوجود التي تضم وحدة الشهود من المشارب الصوفية المهمة وهي تعني حصر النظر في وجود (واجب الوجود) ، أي : أن الموجود الحق هو واجب الوجود سبحانه فحسب وإن سائر الموجودات ظلال باهتة وزيف ووهم لا يستحق إطلاق صفة الوجود عليها حيال واجب الوجود، لذا فإن أهل المشرب يذهبون إلى اعتبار الموجودات خيالا ووهما ويتصورونها عدما ومرتبة ترك ما سواه ،(أي ترك ما سوى الله تعالى) مصداقا لقوله تعالى : "كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ".

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية