قال ابن عطاء: { من كان أوّلُ مَدْخَلِهِ بالهِمّة يَبلغُ إلى الله، ومَن كان أوّلُ مدّخلِه بالخطرة يبلغُ ولكن لا يجد الوصْلة إلا مَن شاء الله، ومن كان أوّلُ مدخلِة بالإرادة يبلغ إلى الآخرة، ومن كان مدخلِه بالمنية يبلغ إلى الدنيا }.
الهمة : الهمة عند الصوفية طلب الحق سبحانه وتعالى من غير الالتفات إلى غيره.
وتطلق بإزاء تجريد القلب للمنى، كما تطلق بإزاء أول صدق للمريد، وتطلق أيضا بإزاء جمع الهم بصفاء الإلهام.
الخَطْرَةُ : في اصطلاح السادة الصوفية هي داعيةٌ تدعو العبد إلى ربه بحيث لا يتمالك دفعها.
الوصلة : في البداية ينبغي ان نوضح أن الوصل هو الوحدة الحقيقية الواصلة بين البطون والظهور. وقد يعبر به عن سبق الرحمة بالمحبة المشار إليها في قوله :{ فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق }.
وقد يعبر به عن قيمومية الحق للأشياء، فإنها تصل الكثرة بعضها ببعض حتى تتحد وبالفصل عن تنزهه عن حدثها.
وهنا يقول الإمام جعفر الصادق :{ من عرف الفصل من الوصل، والحركة من السكون، فقد بلغ مبلغ القرار في التوحيد }
فالمراد بالحركة السلوك، وبالسكون القرار في عين أحدية الذات. وقد يعبر بالوصل عن فناء العبد بأوصافه في أوصاف الحق. وهو التحقق بأسمائه تعالى المعبر عنه بإحصاء الأسماء، كما قال صى الله عليه وسلم :{ من أحصاها دخلَ الجنة }.
الإرادة : الإرادة هي صفة توجب للحي حالاً يقع منه الفعل على وجه دون وجهه، وفي الحقيقة هي ما لا يتعلق دائماً إلا بالمعدوم، فإنها صفة تخصص أمراً ما لحصوله ووجوده، كما قال تعالى :{ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ }.
والإرادة عند الصوفية تطلق على من لا إرادة له، أي لا اختيار له في نفسه ولا تمييز لمراده وأنها تجري لمراد الحق سبحانه وتعالى.
وبعبارة أخرى : الإرادة عند الصوفية تطلق على المريد الصادق الذي يتمنى قرب الله، وإرادة الله، وحق الله، أما نفسه فلا يرى لها إرادة.
نعم جزاكم الله خيراً ورزقنا الهمة والارادة فيما يرضيه
ردحذفصصوفية صفت قلوبهم بمحبة الله وصحبة اهل الله الصالحين
ردحذف