يكشف للأولياء والأبدال من أفعال الله مايبهر العقول ويخرق العدات والرسوم فهي عل قسمين جلال وجمال .
فالجلال والعظمة : يورثان الخوف المقلق والوجل المزعج , والغلبة العظيمة على القلب بما يظهر على الجوارح , كما روي عن أن النبي صلى الله عليه وسلم " كان يسمع من صدره أزيز المرجل في الصلاة من شدة الخوف " لما يرى من جلال الله عز وجل وينكشف له من عظمته ، ونقل مثل ذلك عن إبراهيم خليل الرحمن صلوات الله عليه وعمر الفاروق رضي الله عنه .
أما مشاهدة الجمال : فهو التجلي للقلوب بالأنوار والسرور والألطاف , والكلام الذيذ والحديث الأنيس , والبشارة بالمواهب الجسام والمنازل العالية , والقرب منه عز وجل مما سيئول أمرهم إلى الله عز وجل , وجف به القلم من أقسامهم في سابق الدهور فضلاً منه ورحمة , وإثباتاً منه لهم في الدنيا إلى بلوغ الأجل وهو الوقت المقدور , لئلا تفرط بهم المحبة من شدة الشوق إلى الله تعالى فتنفطر مرائرهم , فيهلكون ويضعفون عن القيام بالعبودية إلى أن يأتيهم اليقين الذي هو الموت ، فيفعل ذلك بهم لطفاً منه ورحمة ومداراة لها ( إنه حكيم عليم ) لطيف بهم ( رؤوف رحيم )
ولهذا روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول لبلال المؤذن رضي الله عنه : ( أرحنا بها يابلال ) أي بالإقامة لندخل في الصلاة لمشاهدة ما ذكرناه من الحال , ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : ( وجعلت قرة عيني في الصلاة)
آداب السلوك و التوصل الى منازل الملوك.
التأليف : الشيخ عبد القادر الجيلاني.
التأليف : الشيخ عبد القادر الجيلاني.