في حياة المريد محطات ينزل فيها ثم يمضي ..
في كل محطة نِعَم وابتلاءات، لكن من تحصَّن فيها بالتهذيب ولازَم التطهير بلغ المقصود بسلوك واصل ..
هناك ثلاث محطات يمر منها المريد :
محطة الشيطان.
محطة النفس.
محطة مكر الله.
ولا يومَن مكر الله إلا بالأدب مع الله }.
وأما المريد فهو صاحب القلب الناهض اليقِظ في طلب الحق، المنقطع له بنظر واستبصار وتجرد عن كل إرادة، سوى إرادة الحق. ويتأسس على هذا أمور هي :
* وجوب التأدب مع الله، وهذا التأدب مشروط بصحبة الشيخ المربي الروحي.
* وجوب توثيق هذه الصحبة لكونها أبوّة روحية حامية موجِّهة ومرشدة.
* وجوب معرفة أصول محددة :
- الإخلاص لله؛ مصداقا لقوله سبحانه : (فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ).
- الصدق مع الصادقين؛ لقوله عز وجل : ( وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ).
- التزام الصبر؛ امتثالا للأمر الإلهي : ( اصْبِرُوا وَصَابِرُوا ).
وهي أصول ملتحمة؛ متى فقد أحدها تعطل الآخران.
فأما محطة الشيطان فغواية وتمرد وفساد ..
وأما محطة النفس فانغمار حيواني في تدبير شؤون البدن .. أو ائتمار بالسوء.. أو امتنان ملهم بعلم ومعرفة وإشراق.. أو خضوع للوم متواتر شديد.. أو اطمئنان منور للقلب؛ أو انخلاع عن الرذائل؛ متخلق بالحميد المحمود؛ مترق في مدارج قدسية؛ مساكن لحضرة رفيع الدرجات..
وأما محطة مكر الله؛ فمؤداها تكريم بالنعم مع المخالفة وسوء الأدب.. ( وَمَكَرُوا، وَمَكَرَ اللَّهُ، وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ). ولا يخاف مكر الله من تحقق وتأدب بالشريعة والخدمة والحق والحقيقة..
** ** **
كتاب : من أريج اتّصالي
المؤلف : عبد اللطيف شهبون