آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شرح حكم سيدي أبو مدين الغوث

شرح حكم سيدي أبو مدين الغوث

{ مَن ضيَّع ما بينَه وبَيْنَ االله فهوَ جاهل، ومَنْ قَصَّر عنه فهوَ عاجز }.

أي َمن قصر في معاملته القلبية، وخدمته القالبية فيما بينه وبين االله تعالى؛ فهو جاهل بالمقصود من خلقه؛ إذ لم يخلقه سبحانه وتعالى إلاَّ لعبادته، كما قال تعالى َ ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُون﴾ [الذاريات: َ ،56] فمن جهل معنى هذه الآية بأن لم يعمل بمقتضاها، وإن فهم صريحها وفحواها؛ فقد ضيَّع ما بينه وبين االله تعالى، وباء بالحسرة والخسران يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى االله بقلب سليم أوَّاه.
ومن قصر عنه بأن لم يخلص في الأعمال، ولم يزكها بطهارتها من الشرك في الأفعال والأقوال؛ فهو عاجز قاصر عن منازل الرجال، منحط في أرض طبيعته، خاسر في العاجل والمآل.

فأصلح يا أخي ما بينك وبين مولاك؛ تظفر بالسعادة الأبدية، وتَكن من أعظم النُّساك. قال ذو النون رضي الله عنه : كان السلف يتواصون بثلاثة وصايا :

الأولى : َمن أصلح ما بينه وبين االله تعالى؛ أصلح االله ما بينه وبين الناس.
الثانية : َمن أصلح سريرته أصلح االله له علانيته.
الثالثة : َمن أصلح آخرته أصلح االله أمر دنياه.


وقال بعض العارفين: إذا أصبح الناس، فهم أقسام ثلاثة:
فأرباب الأموال ينظرون إلى أموالهم هل زادت أو نقصت؟
وأرباب الأعمال ينظرون إلى أعمالهم. 
وأرباب القلوب ينظرون إلى قلوبهم هل هي معمورة بمولاها أو هي خاوية؟. 

فلا تنظر يا أخي في كل صباح إلاَّ إلى ما نظر إليه هؤلاء العارفون من أهل الفلاح. 
ولا تجعل أنيس قلبك إلاَّ مولاك، ولا تقصد في حضرك وسفرك إلاَّ من غمرتك نعمه من أولاك وأخراك، ما بذل الجهد في السفر إلى هذه الحضرة، واغتنم الوقت قبل يوم الحسرة.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية