وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله: ﴿ يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِت ﴾ [الرعد: 39]، قال: إن الله ينزل كل شيء يكون في السَّنة في ليلة القدْر، فيمحو ما يشاء من الأعمال والأرزاق والمقادير، إلا الشقاء والسعادة، فإنهما ثابتان.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك في الآية قال: يقول: أنسخُ ما شئتُ، وأصنع في الآجال ما شئتُ، إن شئتُ زدت فيها، وإن شئت نقصْت.
وأخرج البخاري عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من أحب أن يُبسط له في رزقه، ويُنسَأ له في أثره، فلْيَصِل رَحِمه).
وأخرج الحاكم والبيهقي في (شعب الإيمان) عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن سرَّه أن يَمدَّ الله في عمره، ويُوسع له في رزقه، ويُدفع عنه ميتة السوء، ويُستجاب دعاؤه - فليتَّقِ اللهَ، ولْيَصِلْ رَحِمَه).
وأخرج الحاكم والبيهقي في (الشعب) عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا عقبة، ألا أخبرُك بأفضل أخلاق أهل الدنيا والآخرة؟ تصل مَن قطعك، وتُعطي مَن حرَمَك، وتعفو عمن ظلمَك، ألَا ومن أراد أن يُمدَّ له في عمره، ويُوسَّع له في رزقه، فليصل ذا رحمٍ منه).
وأخرج البيهقي عن عائشة رضي الله عنها أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (صلة الرحم، وحُسن الخلُق: يعمرونَ الديار، ويَزيدونَ في الأعمار).
وأخرج البيهقي عن ابن عمر قال: (مَن اتَّقى ربه، ووصل رحمه، نُسئ في عمره، وثرى ماله، وأحبَّه أهله).
وأخرج عبدالرزاق في (السنن) والبيهقي من طريقه عن معمر عن أبي إسحاق الهمْداني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سرَّه النسأ في الأجل والزيادة في الرزق، فليتقِ اللهَ، ولْيَصِلْ رَحِمَه).
قال معمر: وسمعت عطاء الخراساني يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
قال البيهقي عقب إيراد الحديث: قال الحليمي في معناه: إن مِن الناس مَن قضى الله عز وجلَّ بأنه إذا وصل رَحِمَه عاش عددًا من السنين معينًا، وإن قطع رحمه عاش عددًا دون ذلك، فحمل الزيادة في العمر على هذا، وبسط الكلام فيه، ولا يخفى عليه أيُّ العددين يعيش. انتهى
وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مكتوبٌ في التوراة: من سرَّه أن تطول حياتُه، ويزداد في رزقه، فلْيَصِل رَحِمَه.
وأخرج الحاكم وصححه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تعلموا من أنسابكم ما تَصِلُونَ به أرحامَكم؛ فإن صلة الرحم محبةٌ في الأهل، مثراةٌ في المال، منسأةٌ في الأثر).
وأخرج البيهقي عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تابعوا بين الحج والعمرة؛ فإن متابعة ما بينهما يزيدان في الأجل، وينفيان الفقر كما ينفي الكيرُ الخبثَ).
وأخرج الطبراني والبيهقي عن رافع بن مكيث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (حسنُ المَلَكة نماء، وسوء الخُلُق شؤم، والبِرُّ زيادة في العمر، والصدقة تطفئ ميتة السوء).
وأخرج الطبراني عن عمرو بن عوف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن صدقة المسلم تزيد في العمر، وتمنع ميتةَ السوء).
وأخرج الطبراني في (الأوسط) عن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صنائع المعروفِ تقي مصارعَ السوء، والصدقة خفياً تُطفئ غضبَ الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر).
وأخرج الطبراني في (الكبير) عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقةُ السر تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر، وفعل المعروف يقي مصارع السوء).
وأخرج أبو داوود والنسائي وابن ماجه عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الرجل لَيُحرَمُ الرزقَ بالذنب يصيبُه، ولا يرد القدرَ إلا الدعاءُ، ولا يزيد في العمر إلا البر).
آخراً فإن الخبر بنصه في زيادة العمر ونقصه للجلال السيوطي والظاهر أنه لوالده عبد الرحمن.
الحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.