في فضل مولد النبي صلى الله عليه وسلم

منقول من مخطوطة : المولد النبوي 

بسم الله الرحمن الرحيم وبه ثقتي الحمد لله الذي هدانا للإيمان والتصديق بمحمد صلى الله عليه وسلم صاحب البيان والتحقيق، وخصنا بمولد الحرز الوثيق والصلاة والسلام عليه وعلى آله نجوم الهدى إلى أحسن الطريق.

أما بعد : فاعلموا يا إخواني أيها السامعون رحمكم الله وإيانا أن شهركم شهر عظيم، شهر شرّفه رب رحيم، شهر ولد فيه النبي الكريم، شهر بدا فيه الرحمة العميم، وبهذا السرّ نلنا السرور والهنا وبه ذهب عنا الحزن والعنا، وبه دَفع البلا ودام الفِنَا، وفي حقه قيل من جليل الثنا لولاك لما خلقتُ الأفلاك ، قال النبي صلى الله عليه وسلم :(من عظّم مولدي وهو ليلة اثنى عشر من ربيع الأول باتخاده فيها طعاماً كنتُ له شفيعاً يوم القيامة ومن أنفق درهما في مولدي إكراماً فكأنما أنفق جبلاً من ذهب أحمر في اليتامى في سبيل الله) قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : ( من أنفق درهماً في مولد الرسول الشفيق كان معي في الجنة والكوثر والرحيق)، وقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه :(من أنفق درهماً على قراة مولد النبي صلى الله عليه وسلم فقد أحيى الإسلام)، وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه :(من أنفق درهما على قراة مولد النبي صلى الله عليه وسلم فكأنما شهد غزوة بدر وحنين بالإيمان)، وقال علي كرم الله وجهه :(من عظم مولد الرسول وكان سببا لقراته لا يخرج من الدنيا إلا مع الشهادة والإيمان ويدخله الله الجنة بغير حساب)، قال الحسن البصري رحمه الله :(وددت لو كان لي مثل جبل أحد ذهبا أنفقته على قراة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم)، وقال الجنيد البغدادي رضي الله عنه :(من هيأ لأجل قراة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم طعاما وجمع إخوانا وأوقد سراجا ولبس جديدا وتبخر وتعطر وتجمل تعظيما لمولده حشره الله يوم القيامة مع الفرقة الأولى من النبيين وكان في أعلى العليين)، وقال فخر الرازي رضي الله عنه : (ما من شخص قرأ مولد النبي صلى الله عليه وسلم على ملح أو بر أو شيء آخر من مأكولات إلا ظهرت فيه البركة، وفي كل شيء وصل إليه ذلك الملح أو البر أو ذلك الغير، ومن أوصل إلى جوفه شيء من ذلك الملح فإنه يضطرب ولا تستغرب حتى يغفر الله لآكله، وإن قرأ مولد الرسول على ماء طاهر فمن شرب من ذلك الماء دخل في قلبه ألف نور ورحمة وخرج منه ألف غل وعلة ولا يموت ذلك القلب يوم تموت القلوب، ومن قرأ مولد النبي صلى الله عليه وسلم على دراهم مسكوكة فضة كانت أوذهبا وخلط ذلك الدراهم مع دراهم أخرى وقعت فيها البركة، ولا تفتقر صاحبها ولا تفرغ يده ببركة مولد النبي صلى الله عليه وسلم).