آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب : المنتخب من كتاب التجير للقشيري


كتاب : المنتخب من كتاب التجير للقشيري - 1

بسم الله الرحمن الرحيم

من أجل قدر الله أجل الله قدره. قيل : أن بشر الحافي رحمه الله كان في بدئه من الشطار فرأى يوما قرطاسا فيه اسم الله تعالى مكتوب، فرفعه ونظّفه، واشترى بدرهم طيبا فطيّبه فقيل له في النوم : (يا بشر طيّبت اسمي فَوعزَّتي لأطيّبَنَّ اسمك في الدنيا والآخرة). قيل لبشر : لمَ تمشي حافياً ؟ قال : لأن الأرض بساط الله فأعظِّم بساطه. قيل : لم يخرج أحد من الدنيا مثل ما دخل فيها مثل بشر، لأنه وهب ثوبه في مرضه ومات في ثوب استعاره. وحكي أن الحسن البصري سُرِقَ إزاره فرؤي في الطواف وهو يقول : "اللهم اغفر لسارق إزاري" ومعناه أنه لم يرد أن يصيب أحد مكروه بسببه بوجه من الوجوه. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لما شجّه قومه وكسروا رباعيته : (اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون).عفا عنهم ثم شفع لهم ثم اعتذر عنهم. ويجب أن يكون العبد متبركا بخلق الله ينظر إليهم بعين الإصافة لا بعين الصورة ويحسن الظن بهم. وقد حكي أن شيخا اجتمع عنده مال لعمارة بعض الرباطات، فعلم به قوم من اللصوص، فتشبهوا بزي الصالحين وأخفوا سلاحهم واستضافوه، فلما قدّم إليهم الطعام وغسلوا أيديهم كانت له ابنة نرمنة فشربت من تلك الغسالة تبركا بالضيوف فشفاها الله تعالى في وقتها فجاء الشيخ وأكرمهم وقال لهم : إنكم مباركون وقص غليهم القصة فندموا وقالوا : إنا حضرنا لغير هذا، ولكن بعد ما أحسن الله إلينا بالإحسان وأسبل علينا هذا السر فقد تبنا. روي أن الله تعالى أوحى إلى داوود عليه السلام أن حذّر وأنذر أصحابك أكل الشهوات فإن القلوب المعلقة بشهوات الدنيا محجوبة عني. حُكي عن الخواص أنه قال : كنت اعتدت أن لا آكل شيئاً من الشهوات إلا الرمان، فاجتزت برجل به علة شديدة والزنابير تقع عليه وتأخد من لحمه فسلمت عليه فقال : وعليك السلام يا إبراهيم، وعرفني من غير تقدم معرفة، فقلت له : أرى لك حالاً مع الله فلو دعوته حتّى يخلصك من هذه الزنابير، فقال : وأرى لك حالاً مع الله تعالى يا إبراهيم فلو دعوته حتى يخلصك من شهوة الرمان، فإن لسع الزنابير على النفوس ولسع الشهوات على القلوب.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية