آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الخاطر و الـوارد عند الصوفية

 الخاطر و الـوارد عند الصوفية

الخاطر خطاب يَرد على الضمائر، وهو قد يكون بإلقاء ملك، وقد يكون بإلقاء شيطان، ويكون أحاديث النفس، ويكون من قبل الحق سبحانه.
وإذا كان من قبل الشيطان : فهو الوسواس .
وإذا كان من قبل النفس ، قيل له : الهواجس .
وإذا كان من قبل الله تعالى وإلقائه في القلب : وهو خاطر الحق . 
فإذا كان من قبل الملك ، فإنما يعلم صدقه بموافقة العلم ، ولهذا قال بعض المشايخ : كل خاطر لا يشهد له ظاهر فهو باطل . 
وإذا كان من قبل الشيطان ، فأكثره يدعو إلى المعاصي . 
وإذا كان من قبل النفس ، فأكثره يدعو إلى اتباع شهوة واستشعار كبر وما هو من خصائص أوصاف النفس . 

أقوال في الخاطر


مايرد علي القلب والضمير من الخطاب ربانيا كان أو ملكيا أو نفسيا أو شيطانيا من غير إقامة وقد يكون لكل وارد لا تعمل لك فيه.


كلها حركات من حركة القلب فالخاطر والوارد والحال والمقام محلها واحد وهو القلب لكن ما دام القلب تخطر فيه الخواطر الظلمانية والنورانية سُمِي ما يخطر فيه خاطراً؛ وإن انقطعت عنه الخواطر الظلمانية سمي ما يخطر فيه واردا أو حاﻻ فإضافة أحدهما إلى اﻵخر إضافة بيانية وكلاهما يتحوﻻن أى يتغيران وليسا ثابتين فإن دام ذلك سمي مقاما.


الواردات ما يرد على القلوب من التجليات القوية أوالخواطر المحمودة بما لا يكون للعبد فيه تكسب. والفارق بين الخواطر والواردات أن الخواطر أعم، تختص بنوع من الخطاب أو ما يتضمن معناه. والواردات تكون وارد سرور ووارد حزن ووارد قبض ووارد بسط ووارد شوق ووارد خوف إلى غير ذلك من المعاني. وقد يختطفه عن شاهد حسه وهو قريب من الحال. وقد يأتي الوارد بكشف غيب فيجب تصديقه إن صفا القلب من كَدورة الخواطر والله تعالى أعلم


فاعلم أن الخواطر آثار تحدث في قلب العبد تبعثه على الفعل أو الترك وحدوث جميعها في القلب من الله تعالى إذ هوخالق كل شيء لكنها أربعة أقسام : فقسم منها يحدثه الله تعالى في قلب العبد ابتداء فيقال له الخاطر فقط.
وقسم يحدثه موافقا لطبع الإنسان فيقال له النفس.وقسم يحدثه عقب دعوة الشيطان فينسب إليه ويقال له الوسواس.وقسم يحدثه الله ويقال له الإلهام...) 


وفي القلب خواطر ستة: 
أحدها : خاطر النفس .
والثاني : خاطر الشيطان.
والثالث: خاطر الروح.
والرابع : خاطر الملك.
والخامس : خاطر العقل.
والسادس : خاطر اليقين.
فخاطر النفس يأمر بتناول الشهوات ومتابعة الهوى المباح منه والحرج.وخاطر الشيطان يأمر في الأصل بالكفر والشرك والشكوى والتهمة لله عز وجل في وعده ، وفي الفرح بالمعاصي والتسويف بالتوبة ،وما فيه هلاك النفس في الدنيا والآخرة ، فالخاطران مذمومان محكوم لهما بالسوء، وهما لعموم المؤمنين.
وخاطر الروح ، وخاطر الملك :يردان بالحق والطاعة لله عزّ وجل ، وما يكون عاقبته سلامة الدنيا والآخرة، وما يوافق العلم ، فهما محمودان لا يعدمهما خواص الناس و أما خاطر العقل فتارة يأمر بما تأمر به النفس والشيطان، وتارة بما يأمر به الروح والملك، وذلك حكمة من الله وإتقان لصنعه ليدخل العبد في الخير والشر بوجود معقول ،وصحة شهود وتميّزفيكون عاقبة ذلك من الجزاء والعقاب عائدا له وعليه لان الله تعالى جعل الجسم مكانا لجريان أحكامه ومحلا لنفاذ مشيئته في مباني حكمته كذلك جعل العقل مطية للشر والخير... وأما خاطر اليقين وهو روح الإيمان ومورد العلم فيرد من الله تعالى ويصدر عنه وهو مخصوص بخواص من الأولياء الموقنين الصديقين والشهداء والأبدال لا يرد الا بالحق وإن خفي وروده ودق مجيئه ولا ينقدح الا بعلم لدني ... فهو للمحبوبين والمرادين والمختارين الفانين في الله فيه عنهم، الغائبين عن ظواهرهم الذين انقلبت عبادتهم الظاهرة الى الباطنة ما خلا الفرائض والسنن المؤكدة فهؤلاء أبدا في مراقبة بواطنهم والله تعالى يتولى تربية ظواهرهم قوله تعالى :(إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ ۖ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ). تولاهم وكفاهم وشغل قلوبهم بمطالعة أسرار الغيوب ونورها بالتجلي في كل قريب فاصطفاهم لمحادثته واختصهم بالأنس به والسكون اليه والطمأنينة لديه فهم في كل يوم في مزيد علم ونمو معرفة ....).

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية