قال رحمه الله : لو سئل القاصرون من مشايخ هذا الزمان عن حقيقة ما يدعون الخلق إليه ما عرفوا. فكيف يدعون إلى من لا يعرفون ؟ فإن قالوا : دعونا الخلق إلى طريق القرب من الله تعالى. قال لهم الحق تبارك وتعالى : "إن اعتقدتم القرب مني فقد حددتموني وأنا لا أحدد". وإن قالوا : دعوناهم إلى طريق سعادتهم لنقربهم منها. قال لهم الحق عزَّو جل : "سعادة الخلق لم تزل قائمة بهم، وما برحت معهم في حال طلبتكم القربة إليهم. فإن لم تعلموا ذلك، فقد جهلتم، والجاهل لا ينبغي أن يتصدر لباب الدعوة. وإن علمتم ذلك فما صدقتم، وأي فائدة لدعوتكم ؟". وإن قلتم : إنما طلبنا بالدعوة تقريب الخلق إلى معرفة ذواتهم. قال لكم الحق : "الشيء لا يجهل نفسه، وطلب القربة ممن يعرف لا يصح". وإن قلتم : طلبنا بذلك القرب إلى معرفتك. قال لكم الحق : "كيف تعرفون من ليس كمثله شيء ؟". فاعلم ذلك، واحذر أن تعمل شيخاً في هذا الزمان بالدعوىن فإن لكل مدعِ ممتحناً في الدنيا والآخرة، والله يتولى هداك.