آخر الأخبار

جاري التحميل ...

أولياء الله وعلاماتهم



اعلم أن لأولياء الله تعالى نعوتا ظاهرة ، وأعلاما شاهرة ، ينقاد لموالاتهم العقلاء والصالحون ، ويغبطهم بمنزلتهم الشهداء والنبيون . وقد أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إن من عباد الله لأناسا ما هم بأنبياء ولا شهداء ، يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله عز وجل . فقال رجل : من هم وما أعمالهم ؟ لعلنا نحبهم . قال : قوم يتحابون بروح الله عز وجل من غير أرحام بينهم ، ولا أموال يتعاطونها بينهم ، والله إن وجوههم لنور ، وإنهم لعلى منابر من نور ، لا يخافون إذا خاف الناس ، ولا يحزنون إذا حزن الناس . ثم قرأ : ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) .
ومن نعوتهم : أنهم المورثون جلاسهم كامل الذكر ، والمفيدون خلانهم بشامل البر .قال صلى الله عليه وسلم - يقول : قال الله عز وجل : "إن أوليائي من عبادي ، وأحبائي من خلقي ، الذين يذكرون بذكري ، وأذكر بذكرهم . سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أولياء الله ؟ قال : " الذين إذا رؤوا ذكر الله عز وجل " . 

ومنها أنهم سباق الأمم والقرون ، وبإخلاصهم يمطرون وينصرون . قال صلى الله عليه وسلم - قال:"لكل قرن من أمتي سابقون". 

فالأولياء قوم صفت أرواحهم وطهرت سرائرهم وغابت عنهم أنفسهم ورقوا إلى معارج الأنس والقرب وجلسوا على عرش المودة وعاشوا في نعيم ذكر الله وطاعته وحلاوة الشوق والاشتياق إلى لقائه.

الأولياء قوم تولاهم الله فصارا أهلا لحضرته فغابوا عن أنفسهم لا يرون في الوجود إلا الله ولم يشهدوا معه سواه.

قال سيدنا علي كرم الله وجهه : اللَّهُمَّ لَا تُخْلِ الْأَرْضُ مِنْ قَائِمٍ لَكَ بِحُجَّتك. اَلْأَقَلُّونَ عَدَداً وَ اَلْأَعْظَمُونَ قَدْراً يَحْفَظُ اَللَّهُ بِهِمْ حُجَجَهُ وَ بَيِّنَاتِهِ حَتَّى يُودِعُوهَا نُظَرَاءَهُمْ وَ يَزْرَعُوهَا فِي قُلُوبِ أَشْبَاهِهِمْ هَجَمَ بِهِمُ اَلْعِلْمُ عَلَى حَقِيقَةِ اَلْبَصِيرَةِ وَ بَاشَرُوا رُوحَ اَلْيَقِينِ وَ اِسْتَلاَنُوا مَا اِسْتَوْعَرَهُ اَلْمُتْرَفُونَ وَ أَنِسُوا بِمَا اِسْتَوْحَشَ مِنْهُ اَلْجَاهِلُونَ وَ صَحِبُوا اَلدُّنْيَا بِأَبْدَانٍ أَرْوَاحُهَا مُعَلَّقَةٌ بِالْمَحَلِّ اَلْأَعْلَى أُولَئِكَ خُلَفَاءُ اَللَّهِ فِي أَرْضِهِ وَ اَلدُّعَاةُ إِلَى دِينِهِ آهِ آهِ شَوْقاً إِلَى رُؤْيَتِهِمْ .

قُلتُ: وقد وجدت هذه الأئمة في زماننا هذا. وظهروا ظهور الشمس في أفق السَّمَاء على مَن سَبَقَتْ له من الله العناية، ثم منَّ الله عليه بمعرفتهم وصحبتهم. فوجدناهم من أهل التربيّة النبويّة، سالكين الطريق، عارفين بعين التحقيق، داعين إلى الله بالعلم والحال، فبادر بصحبتهم والأخد عنهم فإنهم هم العلماء بالله الوارثون لسر رسول الله صلى الله عليه وسلم.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية