آخر الأخبار

جاري التحميل ...

من آداب الذكر

ذكر الشيخ عبد الوهاب الشعراني آداب الذكر في كتابه "الأنوار القدسية في معرفة قواعد الصوفية" فقال ما خلاصته :

أما بيان آداب الذكر وبيان ثمرة التلقين فاعلم يا أخي أن كل عبادة خلت عن الأدب فهي قليلة الجدوى، وأجمع الأشياخ أن العبد يصل بعبادته إلى حصول الثواب ودخول الجنة، ولا يصل إلى حضرة ربه إلا إن صَحِبَه الأدب في تلك العبادة، ومعلوم أن مقصود القوم القرب من حضرة الله الخاصة ومجالسته فيها من غير حجاب، قال تعالى : من حديث قدسي : (أنا جليس من ذكرني). يعني ذكرني على وجه الأدب والحضور. والمراد بالمجالسة انكشاف للعبد أنه بين يدي ربه عز وجل وهو تعالى يراه، فمتى دام على العبد هذا الشهود فهو جليس الله تعالى، فإن غاب عن ذلك المشهد خرج من حضرته. فافهم.

فليس المراد بحضرة الحق مكانا مخصوصا في الأرض والسماء كما قد يتوهم، فلا يزال العبد يكثر من الذكر باللفظ حتى يصير الحق تعالى مشهوده، وهناك صح الفتح لأن الذكر لله حقيقة هو استصحاب شهود العبد أنه بين يدي ربه، والذكر باللسان إنما هو وسيلة إليه. وقد عدد الأشياخ للذكر ألف أدب من بينها :
أولا : التوبة النصوح وهي أن يتوب من كل ما لا يعنيه من قول أو فعل أو إرادة.
الثاني : الغسل أو الوضوء كلما أراد الذكر، وتعطير ثيابه وفمه.
الثالث : السكون والسكوت ليحصل له الصدق في الذكر، وذلك أن يشغل قلبه بالله، حتى لا يبقى خاطر مع الله، ثم يوافق اللسان القلب.
الرابع : أن يستمد عند شروعه في الذكر بهمَّة شيخه، بأن يشخصه بين عينيه ويستمدّ همّته ليكون رفيقه في السير.
الخامس : أن يرى استمداده من شيخه هو استمداده حقيقة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه واسطة بينه وبينه.
السادس : الجلوس في مكان طاهر كجلوسه في الصلاة.
السابع : تغميض العينين وذلك أن الذاكر إذا غمض عينيه تسدّ عليه طُرق الحواس الظاهرة وسدها يكون سببا لفتح حواس القلب.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية