كتاب : المعزى في مناقب الشيخ أبي يعزى
تأليف : أحمد التادلي الصومعي
تحقيق علي الجاوي
من منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير
طبع بمطبعة المعارف الجديدة - الرباط
سنة النشر : 1996 م
كتاب يتضمن فوائد من سيرة حياة الشيخ ابي يعزى اقتطفها المؤلف من تواريخ الاسلام مما ورد عن النقلة الاعلام، فتناول نسبه وجهاده وما لقي من التعب،واشياخه، وكراماته، .وما روي عنه من مكارم الاخلاق، وبعض من أخذوا عنه من التلاميذ وغير ذلك الكثير
** ** **
قال الشيخ الإمام أبو العباس سيدي أحمد بن أبي القاسم بن محمد بن سالم بن
عبد العزيز الشعيبي الهروي الشاذلي التادلي مولدًا ومنشأ رحمه الله
تعالى ورضي الله تعالى عنه :
الحمد لله الذي أكرمنا بالإسلام، وأنعم
علينا, وجعلنا من أمة سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم وأتحفنا بحقائق الإيمان، وكرَّه إلينا الكفر
والفسوق والعصيان، ورقَّى بنا مراقي الإحسان، وحبّب إلينا أوليائه العارفين, والعلماء
الموقنين، وسلك بنا مناهج المتّقين الصديقين.
وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله سرُّ الوجود،
وإكسير هذا العالم الموجود، وسلِّم كثيرًا.
وبعـد..
لما كانت كرامات الأولياء معجزات لسيدنا
ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم؛ إذ نالوا ذلك ببـركة اتباعه، فمَنْ أُكرم
بهذا النصيب الوافر، وفُتح عليه بأعظم المفاخر، وتواتر عليه عجب العجائب وكثير
المآثر؛ أعجوبة الزمان وحامي الحمى، كبير الشأن, تحفة الدهر, وغريب البر والبحر,
السيد العماد قُطب الأقطاب, وسيد الزُّهَّاد, وإمام العارفين والأوتاد, سيدي
أبو يعزى آل النور عبد الرحمن الهسكوري الشهير الذِّكر؛ العظيم القدر، فقصدت
له التعريف ببعض مآثره, والتنبيه على العشر من مفاخره ومآثره وهو كما قيل:
عُقْمُ االنِّسَاءِ فَمَا يَلِدْنَ مؤثْلَهُ إِنَّ النِّسَاءَ بِمِثْلِهِ عُقْمٌ
حدِّث على البحر ولا حرج، وإن كانت شمس وجوده لا
تحتاج إلى بيان، وبركاته الباهرة غير مفتقرة إلى برهان، فقد ألحَّ على بعضِ
الإخوان مِمَنْ يُنتسب إلى هذا الإمام أن أُقيِّد له عليه ما صح عندنا وبان,
واتَّضح من كَرَائمه، وما نُقل إلينا من مفاخره, ومآثره وسلسلة من عدة أشياخه إلى
النبى صلى الله عليه وسلم فأجبته بقدرِ الوسع والتيسير من جهد
الْمُقلِّ الباع القاصر، والعلم القصير ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
وبه نستعين وإليه المصير.
وقد اشتمل هذا المؤلف على سبعِ أبوابٍ وخاتمة.
الباب الأول: نَسَبُهُ ومُجاهداته وما لَقي في ذلك من
التَّعَبِ والنصب.
الباب الثانى: في الأشياخ الذين
لقي, وخدم وانتفع ببركات خدمتهم, وتأدَّب بآدابهم وسلسلته في ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والتعريف ببعضهم بما أمكن من أوصافهم السديدة وما لهم من علىّ المقام.
الباب الثالث: في بعض ما له من
الكرامات, وما أظهر الله على يديه من خوارق العادات, وكرائمه الحاصلة ظاهرةٌ
ساميةٌ ناميةٌ.
الباب الرابع: في ذكر بعض مَنْ
أَخَذَ عنه من الشيوخ, وما فتح عليهم ببـركاته ومازال بقدرة الله عز وجل الفتح على يديه إلى اليوم, حتى قيل أن مادته لا تنقطع إلى يوم القيامة.
الباب الخامس: في إخوانه الذين
شهدوا له بالرتبة العالية, والمقامات السامية, والأحوال الزكية, وأكابر الصديقين
الذين بعده من الكبراء.
الباب السادس: في آداب زيارته, وكيف
يكون المريد في الجلوس بين يديه وكذا غيره من العلماء, والأولياء, والصديقين,
والأحياء والأموات.
الباب السابع: في اتصال نسبتنا بهذا
الإمام إلى النبي صلى الله عليه وسلم, وكذا سيدي عبد القادر الجيلاني لِما كان بينهما من
المودة والمحبة، وكلاً منهما يثني على صاحبه، كما نبّه عليه الشمس في تأليفه
الكبير, والإمام العراقي.
خاتمة: فيما ينبغي للمنتسبين من سلامة
الصدر, والمحبة, والتعظيم بقدر اتباعهم لسيد المرسلين؛ إذ بالمحبة والتصديق
والتسليم يكون الإنتفاع.
اللهمَّ! كما مننت علينا بحبهم, والانتماء
إلى مذاهبهم, وكمال الاعتقاد فيهم؛ اسقنا من صافي عذب موردهم، ولا تقطع عنا
مواصلتهم، واحشرنا في زمرتهم، وأمتنا على خِلّتهم وخالص مودتهم.
اللهمَّ! إنا نتوسّل إليك بجاه حبهم فيك،
ودوام إقبالهم عليك؛ فإنهم بكرمك أحبوك حتى أكرمتهم بحبك فيهم، ولولا ذلك ما
أقبلوا عليك ولا أحبوك، فبحُبِّك السابق لهم أحبوك حتى ووصلوا إلى حبك والشوق إلى
لقائك، ونحن لم نصل إلى حبهم فيك إلا بما خصّصتنا من حبك؛ فارزقنا من ذلك النصيب
الأوفر, والحظ الأنجم بِمَنِّك, وكرمك يا أرحم الراحمين يا رب العالمين.
اللهمَّ! إنا نسألك بأكرم الخلق عليك ,وإكسير الوجود لديك سيدنا
ومولانا محمد المصطفى, ورسولك المقرّب المجتبى, وصفيك وحبيبك المرتضى, أن تطهِّر
قلوبَنا من كلِّ وصف يباعدنا عن محبتك, ومشاهدة أوصافك على السنن المرضي، وأن
تميتنا على سنة نبيك, وجماعة أحبابك والشوق إلى لقائك في غير ضرَّاءٍ ولا فتنة
مضلة يا ذا الجلال والإكرام يا أرحم الراحمين يا رب العالمين.