اختلفوا في آخر ما نزل بمكة
قال ابن عبّاس : (العنكبوت)، وقال الضحاك وعطاء : (المؤمنون)، وقال مجاهد : (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ). فأول ما نزل بالمدينة (البقرة) ثم (الأنفال) إلاّ قوله : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ) ثم (آل عمران) ثم (الأحزاب) ثم (الممتحنة) ثم (النساء) ثم (إذَا زُلْزِلَت) ثم (الحديد) ثم سورة (محمد) ثم (الرعد) ثم (الرحمن) ثم (هَلء أَتَى عَلَى الإِنْسَان) ثم (الطلاق) ثم (لم يَكُن) ثم (الحشر) ثم (إذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ) ثم (الحج) غير قوله : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ) إلى قوله : (عَقِيم) ثم (المنافقون) غير قوله : (لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى المَدِينَة) ثم (المجادلة) ثم (الحجرات) ثم (لِمَ تُحَرِّم) ثم (الصَّف) ثم (الجمعة) ثم (التغابن) ثم (الفتح) ثم (التوبة) ثم (المائدة)، ومنهم مَن يقدِّم المائدة على التوبة.
وقرأها النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته يوم حجة الوداع وقال :( يا أيها النّاس إنّ آخر القرآن نزولاً سورة المائدة فأحلُّوا حلالها وحرِّموا حَرَامَها).
واختلفوا في (ويل ٌ للمطففين) فقال ابن عباس : هي مدنية، وقال عطاء هي آخرِ ما نزل بمكة، وقال قتادة : سورة (المُزَّمِّل) مدنية، وقال الباقون هي مكية.
فهذه تسع وعشرون سورة. وأكثرهم على أنّ فاتحة الكتاب نَزَلَتْ بمكة وأنّها من أوائل ما نَزلَ إلاّ مجاهداً وغيره قالوا إنها نزلت بالمدينة.
وما في القرآن : (يا أيّها النّاس) و (يا بني آدم) نزل بمكة، وما في القرآن : (يا أيّها الذين آمنوا) نزل بالمدينة، وروى هشام بن عروة عن أبيه : (أن ما كان من هلاك الأُمم والقرون والأمثال نزلت بمكة وما كان في الحروب والسّير نزلَت بالمدينة).