أسماء كُتُب الله ما عدا القرآن
التوراة : جاء في التفسير أنها الضّياء والنُّور، وقيل هي مأخودةٌ من أوريتُ الزَّند إذا قدحتَ منه النّار واختلفوا في أصله كيفَ كانَ فقال البصريون : وَوْرَاةٌ ثم قلبت الواو الأولى تاء كما قالوا تِجاهٌ و وِجاهٌ، وقال الكوفيون أصله تَوْرِيَةٌ على وزن تَفْعِلةٌ إلا أن الياء قُلبت ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها، وقيل أصله تَورِيَةُ على وزن تَفعِلة بكسر الراء وقلبت الياء ألفاً كما قالوا في جَاريةٍ جَاراةٌ وفي نَاصية نَاصاةٌ وهذه لغة طيّ.
وقيل هي مشتقّة من أوْرَيتهُ الشيء إذا أظهرتُهُ له ليبصِره، فتكون التوراة نورا مُستضَاءً به أخرجه الله من الّلوح المحفوظ فرأوا به ما احتاجوا إليه في أمر دينهم. ومن النّاس من قال إنه اسمٌ لكلام الله سبحانه وتعالى بالسِّريانية وهو غير مشتقٍّ وكذلك الإنجيل والزَّبور.
فإن قيل أفتقولون إنّ التوراة والإنجيل والزَّبور مخلوق قيل إن أردتَ به عين كلام الله فلا، وإن أردتم العبارة بلغة السّريانية والعِبرية على الوجه المسموع من أجلنا فنعم.
الإنجيل : هو إفعيل من النَّجْل وهو الأصل فكأنه أصلُ العلوم والحِكَم، وقيل هو من نَجَلَ الرَّجل إذا وَلَدَ كأنَّ الله سبحانه وتعالى ولَّدَ هذا الكتاب يعني من اللوح المحفوظ بما أودع فيه من الحكم، ويقال استنجلتَ الأرض إذا أمعنتَ في حفرها حتى تستنقِع، والنَّجل المُستنقَعُ الواحدُ منها وجمعه مناجلٌ ونِجالٌ وعلى هذا فمعناه أنه مُستنقَعٌ للحكمة ومنبعٌ، ويقال نَجَلتُ الشيء أظهرته واستخرجته فكأنَّ الله تعالى ظَهَرَ به.
الزَّبور : من زَبَرْتُ أَزبُره وأَزبِرُهُ بمعنىً، زَبْراً إذا كتبته فيكون فعول بمعنى مفعول كحَلُوبٍ ورَكُوبٍ بمعنى محلُوب ومركُوبٍ بمعنى محلُوب ومركوب.
الصَّحيفة : هي الكتاب يقال صَحفتُه وأصحفتُه إذا كتببته وقيل الصَّحيفة والسِّجل ما أُدْرِجَ من الكُتُب وأمكن فيه ذلك وجمع الصحيفة صُحُف قال الله تعالى :{ إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُف الْأُولَى* صُحُف إِبْرَاهِيم وَمُوسَى}[الأعلى : 17/18].