سُئلَ عن صفات الموارد الإلهية والطوارق الشيطانية
قال رضي الله عنه : الوارد الإلهي لا يأتي باستدعاء، ولا يذهب بسبب، ولا يأتي على نمط واحد، ولا في وقت مخصوص، والطارق الشيطاني بخلاف ذلك غالباً.
وسُئل عن المحبة
فقال رضي الله عنه : هي تشويش في القلوب يقع من المحبوب الدنيا عليه كحلقة خاتم أو مجمع مأتم والحب سكر لا صحو معه وذكر لا محو معه وقلق لا سكون معه وخلوص المحبوب بكل وجه سرّاً وعلانية بإيثار اضطرار لا بإيثار اختيار وبإرادة كلفة والحب العمى عن غير المحبوب هيبة، والمحبون سكارى لا يصحون إلا بمشاهدة محبوبهم، مرضى لا يشفون إلا بملاحظة مطلوبهم حيارى لا يأنسون بغير مولاهم ولا يلهجون بغير ذكره ولا يحبون غير داعيه.
وسُئل عن التوحيد
فقال رضي الله عنه : هو إشارة من الصابر بإخفاء سر السرائر عند وروده الحظرة ومجاوزة القلب منتهى مقامات الأفكار وارتفاعه على أعلى درجات الوصول منازل أسرار التعظيم، وتخطيه إلى التقريب بأقدام التجريد واقتباس النورين وفناء العالمين تحت لمعان أنوار بروق الكشف من غير عزيمة متقدمة.
وسُئلَ عن التفريد
فقال رضي الله عنه : هو إشارة من المفرد إلى الفرد عن تفرده عن الكون وتعريه عن الملكين، وانخلاعه عن وصف وجوده وحكم ذاته مطالعاً لما يرد على سره من الخواطر من الحق تحرياً لتصحيح التفريد وطلباً لصدقه في وصفه وذلك أن صفة الفردية تقتضي إشارة منفردة فيصعد معتصما بإشارة الفردية إلى نفسه فإذا قدح في هذا المعنى غيب سبب أو علة كدر انفصل العبد عن معتصمه وانقطع عن متمسكه ورجعت الإشارة قهقرة إلى البشر واحتجبت عن مطالعة الحق وقت هيجان شوق الأرواح عند تلميع برق الشفقة عن حجب أطوار البشرية وصفة الفردانية عليه من وصول إشارات التمويه ونيل معاني الأرواح ووصف أعداد الأفراد.