في التحذير من ترك الذكر
قال الله تعالى : ( وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ *وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ) [الزّخرُف :36-37]. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال : (مَنْ قَعَدَ مَقْعَدًا لَمْ يَذْكُرْ اللَّهَ فِيهِ كَانَتْ عَلَيْهِ مِنْ اللَّهِ تِرَةٌ) هذه رواية أبي داوود، وفي رواية الترمذي قال : (مَا جَلَسَ قَومٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكرُوا الله تَعَالَى فِيهِ ولَم يُصَّلُّوا عَلَى نَبِيِّهم فِيهِ إلاَّ كانَ عَلَيّهمْ تِرةٌ، فإِنْ شاءَ عَذَّبَهُم، وإنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُم) الترة في اللغة : الباطل من الشيء في مجمل اللغة أي حسرة وندامة، وعنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (مَا مِنْ قَوْمٍ يَقُومُونَ مِنْ مَجْلِسٍ لَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ فِيهِ، إِلَّا قَامُوا على أَنْتَنِ مِن جِيفَةِ حِمَارٍ، وَكَانَ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً) أخرجه أبو داوود وأصل الترة النقص ومعناها التبعة، يقال : وترت الرجل ترة على وزن وعدته عدة، وعن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لَيْسَ يَتَحَسَّرُ أَهْلُ الْجَنَّةِ إِلا عَلَى سَاعَةٍ مَرَّتْ بِهِمْ لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ فِيهَا)أخرجه ابن السني، ويُروى أن كل نفس تخرج من الدنيا عطشانة إلا الذاكر الله تعالى. وقال سهل : "ما أعلم معصية أقبح من ترك ذكر هذا الرب"، قال النوري : "لكل شيء عقوبة ، وعقوبة العارف به انقطاعه عن الذكر".