آخر الأخبار

جاري التحميل ...

مفتاح الفلاح ومصباح الأرواح في ذكر الله الكريم الفتاح - 8

(فصل) فيه من آثار السلف رضي الله عنهم

قال أنس بن مالك : "ذِكْرُ اللَّهِ عَلَمُ الْإِيمَانِ ، وَبَرَاءَةٌ مِنَ النِّفَاقِ ، وَحِصْنٌ مِنَ الشَّيْطَانِ ، وَحِرْزٌ مِنَ النَّارِ" وقال مالك بن دينار : "ومن لم يأنس بحديث الله تعالى عن حديث الخلق، فقد قل عمله، وعمى قلبه، وضاع عمره" وقال الحسن : "تفقدوا الحلاوة في ثلاثة أشياء : في الصلاة وفي الذكر ، وفي قراءة القرآن ، فإن وجدتم ذلك وإلا فاعلموا أن الباب مُغلق" لأن كل قلب لا يعرف الله لا يأنس بذكر الله ولا يسكن إليه، قال الله تعالى : (وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ۖ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ )، وقال بعض العارفين : "رزق الظاهر بحركات الأجسام، ورزق الباطن بحركات القلوب، ورزق الأسرار بالسكون، ورزق العقول بالفناء عن السكون؛ حتى يكون العبد ساكنا لله بالله مع الله"، وقيل : "من قام لله بحقيقة الذكر والحمد والشكر سخر له الأكوان والعالم جميعه"، وقال مطرف بن أبي بكر : "المحب لا يسأم من حديث حبيبه" وقيل : "من لم يجد وحشة الغفلة لم يجد طعم أنس الذكر" وقال عطاء : "الصاعقة لا تنزل على ذاكر الله تعالى" قال حامد الاسود : "كنت مع إبراهيم الخواص في سفر، فجئنا إلى موضع فيه حيات كثيرة، فوضع ركوته وجلس وجلستُ، فلما برد الليل وبرد الهواء خرجت الحيات فصحتُ بالشيخ فقال : اذكر الله، فذكرتُ فرجعت الحيات ثم عادت فصحتُ به فقال مثل ذلك، فلم أزل إلى الصباح في مثل ذلك الحالة، فلما أصبحنا قام ومشى ومشيتُ معه فسقطتْ من وطائه حية عظيمة قد تطوقته قلت : ما أحسستَ بها ؟ فقال : ألا منذ زمان ما رأيت ليلة أطيب من البارحة" وقيل : "ذكر الله بالقلب سيف المريدين به يقاتلون أعداءهم وبه يدفعون الآفات التي تقصدهم وأن البلاء إذا أظل العبد، فإذا فزع بقلبه إلى الله تحول عنه في الحال كل ما يكرهه" وقيل : "إذا تمكن الذكر من القلب، فإن دنا منه الشيطان صرع كما يصرع الإنسان فتجتمع عليه الشياطين فيقولون ما لهذا ؟ قيقولون قد مسه الإنس" وقيل : "إن الملك يستأمر الذاكر في قبض روحه" وفي الإنجيل : "اذكرني حين تغضب أذكرك أغضب، وارض بنصرتي لك فإن نصرتي لك خير من نصرتك لنفسك" وقال ذو النون المصري : "من ذكر الله ذكرا على الحقيقة تيسر في جنب ذكره كل شيء، وحفظ الله عليه كل شيء، وكان له عوضا عن كل شيء".

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية