مثل الشيخ مع المريد
مثل المريد مع الشيخ، مثل البيضة مع الدجاجة، كما أنَّ البَيْضة لا تصلح ليخرج منها الفرْخ، إلا بتحضين الدَّجاجة على البيضة، فلو كانت البَيضة خارجة عن جناح الدجاجة بعيدة من ريشها، ولو شيئاً قليلاً لا تفلح. كذلك المريد لا يصلح حاله ويظفر بما ظفر به شيخه أو بعضه إلاّ بتحضين الشيخ بحيثُ لا يفارقه، لا تفترق ركبته مع ركبتهِ حتى يفترقا بالموت أو بإذنٍ من الشيخ. وانظر إن كنت فاهماً، الدَّجاجة تصلح البَيض بتحضينها، بالحسِّ في الظاهر، وبهمتها بالمعاني في الباطن، فتظهر النتيجة بين الحسِّ والمعنى كذلك المريد لا تظهر فيه النتائج إلا بتحضين الشيخ عليه في الظاهر وبهمَّته في الباطن. فلذلك وجبَت عليه الصّحبة كما صارت شَرْطاً في حقِّهِ.