آخر الأخبار

جاري التحميل ...

سر الأسرار ومظهر الأنوار فيما يحتاج إليه الأبرار- 12


في بيان الطّهارة المعرفة في عالم التجريد


الطهارة المعرفة على نوعين : طهارة معرفة الصفات ، وطهارة معرفة الذّات . 
فطهارة معرفة الصّفات : لا تحصل إلا بالتلقين، وتصفية مرآة القلب بالأسماء من النقوش البشرية والحيوانية؛ فيصفو القلب، و يحصل له النظر بعين القلب من نور الله، لينظر بنور الصّفات إلى عكس جمال الله تعالى في مرآة القلب كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(المُؤْمؤنُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللهِ) و (المُؤْمِنُ مِرْىةُ المُؤمِن) وقيل : (العالم ينقش والعارف يصقل).

وإذا تمّت التّصفيّة بملازمة الأسماء، حصلت معرفة الصّفات بمشاهدتها في مرآة القلب.

وأمّا طهارة معرفة الذّات في السّرّ : فلا تحصل إلاّ بملازمة أسماء التّوحيد الثلاثة الأخيرة من الأسماء الاثنى عشر في عين السّرّ بنور التّوحيد. فإذا تجلّت أنوار الذّات ذابت وفنيت بالكلّية، فهذا مقام الاستهلاكن وفناء الفناء، وهذا التجلّي يمحو جميع الأنوار كما قال الله تعالى : {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إلّا وَجْهَهُ} [القصص : الآية 88] فبقي الرّوح القدسي بنور القدس ناظراً إليه، ناظراً به منه معه،فبدَّله بلا كيفيّة ولا تشبيه؛ لأنّ الله تعالى : {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى : 11]، فبقى النّور المطل قمحضاً، ولا يمكن الإخبار عمّا وراء ذلك؛ لأنّه عالم المحو، فلا يبقى ثمّة عقل يخبر عنه ولا تحوم ثمّة غير الله تعالى كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لِي مَعَ اللهِ وَقْتٌ لاَ يَسَعُ فيهِ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلاَ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ).

فهذا عالم التجريد من غير الله تعالى كما قال الله تعالى في الحديث القدسيّ : (تَجَرَّدْ تَصِلْ) والمُراد من التَّجرد : فناء الكلّ من صفاتِ البشريّة، فيبقى في عالمه متّصفاً بصفة الله تعالى كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (تَخَلَّقُوا بِأَخْلاَقِ اللهِ) يعني التصفوا بصفات الله تعالى.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية