أجمع أهل الله تعالى أنه لا يجوز لولي أن يتصدّر أو يتظاهر بالولاية في وقت من الأوقات، حتى يجتمع بالأولياء أصحاب الدائرة ويبايعونه في اليقظة، ويدخلون تحت طاعته. فما بالك بمن لا يعرفه أحد من الأولياء، ولم يعدوه منهم، ولم يبايعه أحد، ولا قال له ولي واحد في اليقظة : اعمل شيخاً، بل استند إلى منام رآه أو أذن له فقيه من مشايخ هذا الزمان، الذين لا قَدم لهم في الطريق.
فاعلم ذلك، واحذر من تلبيس النفس عليك حتى تستحسن حالك وتقول لك : ابرز للخلق، فإن في ذلك هلاكك، ولا ينبئك مثل خبير.
من عرف من أين جاء عرف أين يصير، وهناك أسرار لا تفشى، فاعلم ذلك، فإذا لم يعلم الشيخ ذلك فكيف يُسلِّك ويتشبه بالأولياء الذين يعرفون ذلك والأدب خير كثير.