القول في الاستعاذة عند قراءة القرآن
الاستعاذة باالله عند قراءة القرآن ٌ سنة, و الدليل عليه قوله تعالى :{فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}[النحل : 98].
ومعنى الاستعاذة الاستجارة فالقائل إذا قال أعوذ باالله فمعناه أستجير باالله و لفظ أعـوذ و إن كان للخبر فهو بمعنى السؤال كما تقول: رَحِمَ االله فلانًا معناه اللهمّ ارحمه.
و الشيطان في كلام العرب كلُّ متمرد من الجن و الإنس و الدواب و لذلك قال االله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ}[الأنعام : 112].
ورَكِبَ عمر بن الخطاب بِرْذَوناً فجعل يتبختر به وعمر يضربه فلا يزداد إلا تبختُراً فنزل عنه وقال ما حَملتموني إلا على شيطانٍ ما نزلتُ عنه حتى أنكرتُ نفسي.وسُمِّيَ شيطاناً لمقاربة أخلاقه في التمرُّد أخلاق أجناسِه و لبعده من الخير يقال : شَطَنَتْ داري من دارك أي بعُدت.
فشيطان فيعال من شَطَنَ والنون فيه أصلية وقيل إنه من شاطَ يَشِيطُ فهو شيطان على وزن فَعْلانُ.
وذهب الحسن إلى أنَّ نونه ليست بأصلية و كان يقرأ في مواضع الرفع: (الشياطون).
و أما معنى {الرجيم}فهوَ فَعِيل بمعنى مفعول كقـولهم كـفٌّ خـَضِيب أي مخـضوب وهـو مرجوم أي مرمي بالشهب، و قيل مرمي باللعن و الطرد، و قيل معنى رجيم مشئوم.
ورى ابن عبَّاس : أن َ أول ما نزل جبريل عَزَمَ على محمد صلى االله عليه وسلم قال: يا محمد قل أستعيذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم، ثم قال قل: ﴿بسم االله الرحمن الرحيم﴾ ثم قـال: ﴿اقرأ باسم ربك ﴾.
ومعنى قوله : {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ}[النحل : 98].
أي فإذا أردت قراءة القرآن فاستعذ كقوله تعالى :{إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ} أي إذا أردتم القيام إلى الصلاة ).
وأكثر القرّاء يقولون أعوذ باالله من الشيطان الرجيم عند افتتاح القراءة.
وروي عن حمزة بطريق خلف أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وأستفتح االله وهو خير الفاتحين، وروى السوسي عن أبي عمرو في رواية أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إن االله هو السميع العليم.