الوقت :
حقيقة الوقت عند أهل التحقيق حادث متوهم علق حدوثه على حادث متحقق ، فالحادث المتحقق وقت للحادث المتوهم ، فمثلا تقول آتيك رأس الشهر فالإتيان متوهم ورأس الشهر حادث متحقق ، فالكيس من كان بحكم وقته ، فإن كان وقته الصحو فقيامه بالشريعة ، وإن كان وقته المحو ، فالغالب عليه أحكام الحقيقة .
المقام :
ما يتحقق به العبد بمنازلته من الآداب ، مما يتصول إليه بنوع تصرف ، ويتحقق به بضرب تطلب ،ومقاساة تكلف فمقام كل أحد : موضع إقامته عند ذلك ، وما هو مشتغل بالرياضة له .
قال الإمام أبو حامد الغزالي : لابد لكل مقام ،من علم ، وعمل ، وحال ، فالمقام يثمر علما ، والعمل يثمر حالا ، لأن حركات الأجسام تابعة لحركات القلوب جارية بحركات الأجسام .
الحال :
معنى يرد على القلب ، من غير تعمد منهم ولا إجتلاب ، ولا إكتساب لهم ، من طرب ، أو حزن ، أو بسط ، أو قبض ، أو شوق ، أو إنزعاج ، أو هيبة ، أو احتياج .
فالأحوال مواهب والمقامات مكاسب .
القبض والبسط :
وهما حالتان بعد ترقي العبد عن حالة الخوف والرجاء .
فالقبض للعارف :بمنزلة الخوف للمستأنف .
والبسط للعارف : بمنزلة الرجاء للمستأنف .
الهيبة والأنس :
وهما فوق القبض والبسط .
فكما أن القبض فوق رتبة الخوف .
والبسط فوق منزلة الرجاء .
فالهيبة أعلى من القبض ، والأنس من أتم من البسط وحق الهيبة الغيبة فكل هائب غائب .
التواجد ، والوجد ،والوجود
فالتواجد استدعاء الوجد بضرب اختيار ، وليس لصاحبه كمال الوجد ،إذ لو كان لكان واجدا ، وباب التفاعل أكثره على إظهار الصفة ، وليس كذلك . فقالوا التواجد غير مسلم لصاحبه لما يتضمن من التكلف ويبعد عن التحقيق .
والوجد ما يصادف قلبك ويرد عليك بلا تعمد أو تكلف .
أما الوجود فهو بعد الإرتقاء عن الوجد ،ولا يكون وجود الحق إلا بعد خمود البشرية (أي غيبة العبد عن إحساسه بها ) لأنه لا يكون للبشرية بقاء عند ظهور سلطان الحقيقة .
التواجد يوجب استيعاب العبد
والوجد يوجب استغراق العبد
والوجود يوجب استهلاك العبد
فهو كمن شهد البحر ثم ركب البحر ثم غرق في البحر .
الجمع والفرق
الفرق ما نسب إليك
والجمع ما سلب عنك
ومعناه أن ما يكون كسبا للعبد ، من إقامة العبودية وما يليق بأحوال البشرية فهو فرق
وما يكون من قبل الحق من إبداء معان وإسداء لطف وإحسان فهو جمع .
جمع الجمع
الإستهلاك بالكلية وفناء الإحساس بما سوى الله عز وجل عند غلبات الحقيقة .
فرق الفرق
وهو أن يرد العبد إلى الصحو عند أوقات أداء الفرائض ، ليجري عليه أداء الفرائض في أوقاتها ، فيكون رجوعا لله بالله تعالى ، لا للعبد بالعبد .
الفناء والبقاء
الفناء سقوط الأوصاف المذمومة
البقاء أشاروا به إلى قيام الأوصاف المحمودة به .
الأفعال والأخلاق والأحوال
الأفعال تصرفاته باختياره
الأخلاق جبلة فيه ولكن تتغير بمعالجته على مستمر العادة .
الأحوال ترد على العبد على وجه الإبتداء ، لكن صفاؤها بعد زكاء الأعمال .
الغيبة والحضور :
فالغيبة غيبة القلب عن علم ما يجري من أحوال الخلق ، لاشتغال الحس بما ورد عليه ثم قد يغيب عن غحساسه بنفسه وغيره ،بوارد من تذكر ثواب أو تذكر عقاب .
وأما الحضور فقد يكون حاضرا بالحق لأنه إذا غاب عن الخلق حضر بالحق على معنى أنه يكون كأنه حاضر ، وذلك لاستيلاء ذكر الحق على قلبه فهو حاضر بقلبه بين يدي ربه ،فعلى حسب غيبته عن الخلق يكون حضوره بالحق .
الصحو والسكر
الصحو رجوع إلى الإحساس بعد الغيبة
والسكر غيبة بوارد قوي .
والسكر لا يكون إلا لأصحاب المواجيد
الذوق والشرب
فصفاء معاملاتهم يوجب لهم ذوق المعاني
ووفاء منازلاتهم يوجب لهم الشرب
ودوام مواصلاتهم يقتضي لهم الري
المحو والإثبات
المحو رفع أوصاف العادة
الإثبات إقامة أحكام العبادة
وينقسم إلى محو الزلة عن الظواهر ومحو الغفلة عن الضمائر ،ومحو العلة عن السرائر
ففي محو الزلة إثبات المعاملات ، وفي محو الغفلة إثبات المنازلات ،وفي محو العلة إثبات المواصلات
الستر والتجلي
العوام في غطاء الستر والخواص في دوام التجلي
فصاحب الستر بوصف شهوده وصاحب التجلي أبدا بنعت خشوعه .
والستر للعوام عقوبة وللخواص رحمة .
المحاضرة والمكاشفة ثم المشاهدة
فالمحاضرة حضور القلب
والمكاشفة حضور بنعت البيان
المشاهدة وهي حضور بغير تهمة
اللوائح والطوابع واللوامع
هذه الالفاظ متقاربة في المعنى وهي من صفات أصحاب البدايات الصاعدين في المرتقى بالقلب ،
البوادة والهجوم
البوادة ما يفجأ قلبك من الغيب على سبيل الوهلة غما موجب فرح أوموجب ترح
والهجوم مايرد على قلبك بقوة الوقت من غير تصنع منك
التلوين والتمكين
التلوين صفة أرباب الأحوال
التمكين صفة اهل الحقائق
القرب والبعد
أول رتبة في القرب القرب من طاعته والغتصاف بدوام الاوقات بعبادته وأما البعد فهو التدنس بمخالفته والتجافي عن طاعته .
الشريعة والحقيقة
الشريعة أمر بالتزام العبودية
والحقيقة مشاهدة الربوبية
فكل شريعة غير مؤيدة بالحقيقة فغير مقبول
وكل حقيقة غير مقيدة بالشريعة فغير مقبول
النفَس
ترويح القلوب بلطائف الغيوب وصاحب الأنفاس أرقى وأصفى من صاحب الأحوال فكان الوقت مبتدئا وصاحب الأنفاس منتهيا وصاحب الأحوال بينهما
الخواطر
الخواطر خطاب يرد على الضمائر وهو قد يكون بإلقاء ملك وقد يكون بإلقاء شيطان ، ويكون أحاديث النفس ، ويكون من قبل الحق سبحانه.
فإذا كان من الملك فهو الإلهام
وإذا كان من قبل النفس فهو الهواجس
وإذا كان من قبل الشيطان فهو الوسواس
وإذا كان من قبل الله سبحانه وإلقائه في القلب فهو خاطر حق
علم اليقين وحق اليقين وعين اليقين
فاليقين هو العلم الذي لا يتداخل صاحبه ريب على مطلق العرف
ولا يطلق في حق الله تعالى لعدم التوقيف .
فعلم اليقين على موجب اصطلاحهم ما كان بشرط البرهان
وعين اليقين ما كان بحكم البيان
وحق اليقين ما كان بنعت العيان
الوارد
ما يرد على القلوب من الخواطر المحمودة مما لا يكون بتعمد العبد وكذلك مالايكون من قبيل الخواطر
الشاهد
ما يكون حاضر قلب الغنسان وهو ما كان الغالب عليه ذكره حتى وكأنه يراه ويبصره وإن كان غائبا عنه .
النفْس
ما كان معلولا من أوصاف العبد ومذموما من أخلاقه وأفعاله .
السر
لطيفة مودعة في القالب كالأرواح وأصولهم تقتضي أنها محل المشاهدة .
الرسالة القشيرية