آخر الأخبار

جاري التحميل ...

نُصرة الفُُقََيِّر في الرد على أبي الحسن الصُّغَيِّر (2)

لعمري لأي شيء استحللتم أعراض المسلمين لاسيما الذاكرين الله كثيرا، يا أحمَق ويا أخرَق ألم تسمع قوله عز وجل :{وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا} قال عليه السلام : (كلاب جهنم تنزع اللحم عن العظم) وأي عظم ولحم يقوى على هذا، يا مَغرور ألم تسمع قوله عليه السلام : (مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ، تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ) وقد اشتغلتم بالغتب والتكلُّف بالتَّأليف بالخطا وإطلاق اللسان، وغير ذلك مما لا يعني، وقد روي أن إطلاق اللسان في أعراض المسلمين سبب يؤدي إلى سوء الخاتمة والعياذ بالله، فاقبل الحق إن بلغك هذا الاعتراض عليك، واعقله وتفهَّمْ وأطلع عليه الشيخ تقي الدين المكناسي، واشهد على نفسك بالتوبة لعلّك تُرحَم وتُرشَد، لأنك في غضب من الله حيث اعترضت لأوليائه، فتب إلى الله وانظر بأي ذنب وصَّلك إلى هذه المقالة الشنيعة التي تخمرت بها طبيعتك النفسانية، فارجع عنه وتُبْ لعلّك تُفلِح، وما مثل العلم في صدوركم إلا كما قال رب العالمين في كتابه المبين : {كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} وإياك ثم إياك والنَّكير على الفقراء المنتسبين وإن كانوا جهالا بالآي والحديث، فهو موصوف بالإيمان من حيث الذكر، وأنت موصوف بالنفاق من حيث التنكير،لأنك أردت أن تقطع طريق الذكر، فالذكر يشهد لهم بالإيمان والتنكير لك بالنفاق، فتنبَّه. قال عليه السلام :(أكثر منافقي أمتي قراؤها) وما حملني على هذا إلاّ أن أذكِّرك وأحذِّر غيرَك من الاغترار بكلامك، مخافة أن يسبى إلى قلوبهم فيصيرون مثلك، ويحجبون عن الله بقولك، وقد قال عز وجل : {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} فإن كنت مومنا موصوفا به نفع التذكير، وإن كنت غير ذلك فسأل الله العافية وأن يُعظّم لمَن حذّرَ ك الأجر.

وأمّا إنكاركم على الصوفية وتسميتكم من انتسب إليهم مبتدعة، وردُّكم عليهم بما روي عنه عليه الصلاة والسلام بحديث : (إياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار) [رواه البخاري ومسلم]. وقولكم وأفعالكم هذه أيها الصوفية لم تثبت عنه عليه الصلاة والسلام إنما أحدثتموها، قلت : المحدثات اشترك فيها أهل الظاهر والباطن، وهي أمور بعضها أُحدث في زمن الصحابة رضي الله عنهم واستحسنوها، وكذلك العلماء المجتهدون العاملون، واستمر بها العمل إلى هلُم جرّ، وبعضها استحسنها التابعون وكذلك العلماء المجتهدون، ألم تسمع يا بَليد قول مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم : (عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ مِنْ بَعْدِي، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ) وقال عليه السلام : (أَصْحَابِي كَالنُّجُوم بأيِّهُمُ اقْتَدَيْتُمْ اهْتَدَيْتُمْ) وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه في التراويح : (نعمت البدعة هذه) أما محدثات أهل الظاهر فمن ذلك الاشتغال بعلم النحو وحفظ غريب الكُتُب من اللغة وتدويل أصول الفقه، والكلام في التعديل والتجريح، وتمييز السقيم من الصحيح والكلام في الصفة والموصوف، والتغلغل في ذلك، والخانات والمدارس والتدريس فيها والمحاريب وزخرفتها، والحمدلة في أولى الرسائل والاستدلال بالمسائل وتزويق المصاحف، والتوسع في اللذيذ من المآكل والمشرب والمَسكن، ولَبس البُرود والطيلسات وتوسيع الأكمام وتكويرها. هل لّا أنكرت هذا كلّه ورددته كما رددتَ محدثات أهل الباطن التي تُوصل وتدُلُّ على الله ومجالستهم معه، قال تعالى في كلامه القديم : (أنَا جَلِيسُ مَنْ ذَكَرَنِي) ومن ذِكر الله الفاتحةُ إدبار الصلاوات، وذِكر الله بالجمع، والتداول به والإعلان به، وإفراد كُلٌّ بوقتٍ من الأوقات، والكلام في دقائق التصوف، والمصافحة في كل وقتٍ والسُّبُحات والإعلان بذلك. وكلّ ذلك مُسند إلى الأحاديث والآثار.

 وقد اتفق العلماء على جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال، وهذه نوافل الخيرات يُتقرَّبُ بها إلى الله تعالى، كما قال مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في اثر عن الله تعالى : (لا يَزالُ عَبْدِي يتقرَّبُ إِليَّ بالنَّوافِل حَتَّى أُحِبَّه، فَإِذا أَحبَبْتُه كُنْتُ سمعهُ الَّذي يسْمعُ بِهِ، وبَصره الَّذِي يُبصِرُ بِهِ، ويدَهُ الَّتي يَبْطِش بِهَا، ورِجلَهُ الَّتِي يمْشِي بِهَا، فَإِنْ سأَلنِي أَعْطيْتَه، ولَئِنِ اسْتَعَاذَ بِي لأُعِيذَّنه) الحديث.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية