فضيلة عمل السر على الجهر، وفضل حلقة الذكر.
ونرى - والله أعلم - أن حلقة الذكر التي عليها إخواننا الفقراء جهرًا قياما وقعودا وفي الزاويات ، وفي الديار، وفي الخلاء، وفي العمارة، تقوم مقام السر لأن الوقت وقت غفلة، وقد استولت على الناس فأخدت قلوبهم وجوارحهم، وتَرَكتهُم (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُون).
فالحمية في الدين هكذا والإجهار به، والاشتهار له أولى من إخفائه، ولا سيما حلقة الذكر لها فضل كبير، وسرٌّ واضح شهير. قال صلى الله عليه وآله وسلم : (إذا مَررْتُم برِياضِ الجنّة فارتعوا . قيل : يا رسول الله، وما رياض الجنة ؟ قال : حِلَقُ الذّكر).
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : (مَا مِنْ قَوْمٍ اجْتَمَعُوا يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَعَالَى، يُرِيدُونَ بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ، إِلا نَادَاهُمْ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ : قُومُوا مَغْفُورًا لَكُمْ ، قَدْ بُدِّلَتْ سَيِّئَاتُكُمْ حَسَنَاتٍ)، إلى غير هذا.
وقد قلت هذا لأخي في الله العالم الصوفي، المحقق الشريف أبو العباس سيدي أحمد بن عجيبة المنجري فاستحسنه ولم يستقبحه - رضي الله عنه - والسلام.